عواصم: حذر خبراء ومختصون من تنامي الدور اليهودي في السودان، داعين الى الانتباه للدعوات التي يطلقها يهود برفع نجمة داوود على القارة السمراء.
وجاء التحذير الجديد من خلال ندوة نظمها مركز الراصد للدراسات والبحوث بالتعاون مع مركز دراسات المجتمع حول الدور اليهودي في دارفور، وذلك بمقر مركز دراسات المجتمع بالخرطوم العمارات يوم الأربعاء الماضي.
وكشف خبراء تحدثوا في الندوة عن تورط منظات اجنبية وسودانية في أنشطة استخباراتية بإقليم دارفور لصالح اسرائيل.
وأكدت الدراسة وجود صور فوتوغرافية ووثائق تثبت قيام تلك المنظمات بأعمال مخابراتية في دارفور لصالح إسرائيل ودول أجنبية اخرى.
وبحسب صحيفة "الخليج" الإماراتية، كشف الباحث معتصم أبو القاسم عن مخطط إسرائيلي من ثلاثة محاور لزعزعة أمن دارفور: الأول يتمثل في نشر معلومات مضخمة عن الأوضاع بالإقليم، والثاني خطة عسكرية لاحتلال الإقليم، والأخير خطة سياسية عبر برلمانيين لاستصدار قرارات أممية .
ونوه أبو القاسم إلى الدور الذي لعبه اللوبي الصهيوني تجاه "تحالف إنقاذ دارفور"، ثم تورط داني ياتوب ابن مدير المخابرات "الإسرائيلية" في تهريب أسلحة إلى دارفور، مستشهدا بما قاله حاييم كوش رئيس جماعة اليهود الزنوج حول تحول الجمهورية التشادية إلى مركز "إسرائيلي" تحرص تل أبيب على الوجود فيه، والذي قال أيضًا "نأمل أن ترفع نجمة داوود على القارة السمراء".
وتحدث السفير صلاح محمد احمد، عن اليهود الذين عاشوا في المجتمع السوداني منذ العام 1884، متساوين في الحقوق والواجبات، ينالون احترام وتقدير الجميع، ولم تخصص لهم مناطق معزولة كما كان الحال في اوربا ومصر والعراق ، مؤكدا أن معظمهم لم يكونوا مرتبطين بعمل سياسي أو استخباراتي استراتيجي.
أما العائلات السودانية ذات الأصول اليهودية فذكر منها السفير صلاح محمد أحمد عائلة بنزيون كوستي، ومنها سليمان بسيوني، وديفيد بسيوني. وعائلة داود منديل، وعائلة سولومون مولكا، وعائلة شاؤول إلياهو، وعائلة تمام، وعائلة باروخ بمدني، وعائلة ساسون ببحري. وأشار السفير صلاح إلى أن هذه العوائل غادرت السودان بعد حرب 1967م، وأن بعضهم كان مرتبطا بالحركة الصهيونية. وكشف السفير صلاح أن بعض اليهود كتب إلى اللورد كرومر يقترح أن يكون السودان وطنا لليهود، لكن الفكرة لم تتحقق.
من جانبه، أكد الدكتور فاروق أحمد آدم أن الدور اليهودي في دارفور ثابت، وقد انتقل اليهود من الجنوب إلى دارفور بعد اكتشاف البترول في الجنوب وعمل الاستراتيجيات الغربية على إيقاف الحرب هناك وإشعالها في مناطق أخرى، وأوضح أن دارفور أصبحت مركز للاستقطاب والاستدراج، وأشار إلى أن فتح عبد الواحد مكتبا له في (إسرائيل) كان من أجل الاختراق النفسي وتثبيت الدور اليهودي في حل مشاكل المنطقة، وأوضح أن دارفور تعتبر البوابة الغربية للعالم العربي، ويراد لها أن يحدث لها مثلما حدث للبوابة الشرقية في العراق.
وشدد آدم، على ضرورة انتقال الدور الوطني من دائرة رد الفعل الى دائرة الفعل، منبهاً إلى أن الإرادة الوطنية أصبحت تتناقص شيئا فشيئا، والارادة الاجنبية تتضاعف، مشيرا الى ان المعسكرات بدارفور معسكرات سياسية ستتحول بفعل الدعم الذي ستوفره قوات الهجين واليوفور الى مجتمعات جديدة تحت الوصاية، مؤكدا ان دارفور هي البوابة الغربية للعالم العربي والاسلامي التي تستهدفها الاستراتيجية الغربية الصهيونية.
يذكر أن المبعوث الأمريكي إلى السودان ريتشارد وليامسون كان قد اتهم في وقت سابق الحكومة السودانية صراحة بـ"الكذب"، وقال إنه أبلغ الرئيس السوداني عمر البشير بـ"أننا نعتقد أن حكومة السودان تكذب، ولن نثق في شيء يقال، لا شيء يقبل بالوعود"، ووصف وليامسون الصراع في دارفور الذي مضى عليه خمسة أعوام بأنه "إبادة جماعية تسير بخطى بطيئة"، على حد زعمه.
مؤامرة
الرئيس السودانى عمر البشير
كان الرئيس السوداني عمر البشير أكد في تصريحات سابقة له وجود مؤامرة تحاك ضد بلاده مدخلها دارفور، مشيرا الى انها قد سخرت لها كل الإمكانيات المادية والإعلامية.
وأتبر البشير أن الدليل على صحة ذلك هو "أن كل من يحمل السلاح ضد أي حكومة يصنف بأنه إرهابي إلا في السودان".
ووصف البشير الأوضاع في دارفور بأنها مستقرة إلا في المعسكرات، كما شكك في بعض إحصائيات عدد القتلى في الإقليم ، مشيرا إلى أن أعدادهم لا تتجاوز العشرة آلاف، في حين تتحدث تقديرات غربية عن وقوع مائتي ألف قتيل.
وكان مصدر سوداني رفيع أعلن في وقت سابق وجود تنسيق كامل بين اسرائيل وحركة عبد الواحد محمد نور المتمردة بدارفور، وكشف المصدر ان الاسرائيليين يقومون بتدريب عدد كبير من كوادر عبد الواحد بصحراء النقب، حيث يشرف علي التدريب عدد كبير من اليهود الفلاشا وان الاسلحة تدخل عن طريق دولة افريقية مجاورة لاقليم دارفور.
وأشار المصدر إلي وجود معسكر لتدريب كوادر عبد الواحد علي عمليات النهب والتخريب ومهاجمة المرافق الحكومية الحيوية توطئة للقيام بعمليات تخريبية بدارفور.
وكان قائد حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور قد أعلن أن حركته افتتحت مكتبا لها في إسرائيل. وقال عبد الواحد:" إن سودانيين لجأوا إلى إسرائيل هم الذين افتتحوا مكتب الحركة هناك". منوها في الوقت نفسه بإسرائيل:" لأنها أنقذت شبانا سودانيين من الإبادة"حسب زعمه.
وأعتبر نور أن الرؤية السياسية لحركته تجيز افتتاح سفارة إسرائيلية في الخرطوم إذا كان في ذلك "خدمة لمصالح السودان" على حد تعبيره.