رأى نحو 58.9% من المشاركين في استفتاء موقع "العربية.نت" أن تحذير السعودية لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان هو مؤشر على تدهور أمني وشيك في البلاد، لا سيما مع تصاعد الأزمة السياسية منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وما تبع ذلك من تطورات سياسية أمنية، تبرز بشكل واضح في عدم اتفاق كلا من الموالاة والمعارضة على انتخاب رئيس للجمهورية منذ شغور المنصب بانتهاء ولاية العماد إميل لحود في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكانت وزارة الداخلية السعودية أصدرت تحذيرا لمواطنيها، نصحتهم فيها بعدم السفر إلى لبنان في ظل الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة، "ضمانا لأمنهم وسلامتهم"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الإثنين 18-2-2008.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله "نصحت وزارة الخارجية المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان في ظل الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة، التي تمر بها لبنان حاليا، وذلك ضمانا لأمنهم وسلامتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه لا سمح الله"، وأضافت نقلا عن المصدر نفسه "أن ذلك يأتي انطلاقا من حرص حكومة المملكة العربية السعودية على سلامة مواطنيها كافة ممن يرغبون في السفر للخارج"، كما دعت الوزارة "المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان إلى توخي الحيطة والحذر في تحركاتهم".
من جانب آخر، يعتبر 21.8% من المشاركين أن تحذير وزارة الداخلية السعودية هو دعوة اعتيادية تتخذها المملكة في مثل هذه الظروف، لكنه جرى تضخيمها من قبل وسائل الاعلام وإعطائها تفسيرات وتحليلات سياسية مبالغ فيها، خاصة أن جميع الفرقاء في البلاد أكدوا حرصهم على سلامة وأمن مقار البعثات الدبلوماسية والمراكز الثقافية الأجنبية.
وفي سياق آخر، يميل 19.3% من المصوتين إلى اعتبار هذا التحذير السعودي بمثابة رسالة سياسية فحواها الضغط على اللبنانيين لحل أزمتهم السياسية؛ نظرا لما تملكه المملكة من ثقل سياسي ودبلوماسي في المنطقة، ورغبتها في استتباب الأمن في لبنان بما يحفظه من أي منأى عن أطماع أو تدخلات أجنبية.
تجدر الإشارة إلى أن نحو 8500 شخص شاركوا في استفتاء "العربية.نت" الأسبوعي، كما يقتضي التنويه إلى أن هذا التصويت يعبر عن آراء زوار الموقع الذين أدلوا بأصواتهم