يظن بعض الناس أن الصدقة لا تتحقق إلا بالمال. وهذا غير صحيح لقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الصدقة تختص بالمال. وان الذكر وسائر أعمال البر والمعروف صدقة.
وذكر صلى الله عليه وسلم بان الكلمة الطيبة صدقة وقول المعروف صدقة والابتسامة في وجه أخيك صدقة وعيادة المريض صدقة, وان بكل تسبيحه صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميده صدقه, والنهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة, نسأل الله أن نكون جميعا من أهل الصدقات ويجب أن نعلم إن من لم يقدر على فعل خير وتأسف عليه وثمن على حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر اما من ثمن العكس وكان شريكا لفاعله سواء في الوزر.
من هنا كان أصحاب الهمم العالية لا يرضون بمجرد هذه المشاركة ويطلبون أن يعملون عملا يقاوم الأعمال التي عجزوا عنها من البر والخير والمعروف حتى يفوز بثواب يقاوم ثواب تلك الأعمال. ويضاعف لهم كما يتضاعف لأولئك الناس فيستووا مع أولائك الناس لينالوا الأجر الكامل بإذنه تعالى.
إن أبواب الفضائل والصدقات كثيرة ومفتوحة لمن أراد أن يدخل منها. فسبحان من فضل هذه الأمة. وفتح لها على يدي نبيها صلى الله عليه وسلم أبواب الفضائل والصدقات.
ما من عمل عظيم يقوم به العبد ويعجز عنه آخر إلا رزقه الله تعالى عملا يقاومه أو يفضل عليه حتى يتساوى العباد في القدرة عليه.
ولما كان الجهاد أفضل الأعمال ولم يقدر عليه بعض الناس كان الذكر الكثير الدائم يساويه.
والمثال على ذلك العمل في العشر من ذي الحجة وهي أفضل الأيام عند الله. ولكن يُفضل عليها لمن خرج بنفسه وماله ولم يرجع منها شيء وكذلك العمرة لم يستطيع أن يعتمر كل سنة وربما مرتين في السنة. ذكر صلى الله عليه وسلم ما يساوي اجر العمرة قال "من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان مثل اجر حجة وعمرة تامة, تامة, تامة.
وذكر كذلك صلى الله عليه وسلم "من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل اجر الحاج المحرم. ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل اجر المعتمر.
إنها أبواب الصدقات والمعروف مشرعة الأبواب لمن نوى لينال الصدقات والحسنات حتى يفوز بأعلى الجنات بإذنه تعالى.
فالصدقة لا تقتصر على المال فحسب بل هناك أبواب من الصدقات, وهذا من فضل الله علينا.
فلنعلم بان كل أعمال المعروف صدقة