فيما شيع حشد هائل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو إلى مثواها الأخير في مقبرة اسرتها في جنوب باكستان غداة اغتيالها الذي سبب اندلاع موجة من اعمال العنف اوقعت 32 قتيلا، افادت وزارة الداخلية الباكستانية الجمعة 28-12-2007 ان بوتو قضت لدى اصطدامها بفتحة سقف سيارتها وهي تحاول الولوج اليها اثر العملية الانتحارية ولم يعثر على اثار رصاص او شظايا على جثتها.
وقال المتحدث باسم الداخلية الجنرال جويد شيما ان رئيسة الوزراء السابقة قضت جراء اصابتها بجرح في رأسها عندما صدمت مقبض فتحة سقف السيارة وهي تحاول الاحتماء داخلها.
وكانت بوتو خارجة من تجمع انتخابي في روالبندي قرب اسلام اباد عند وقوع الاعتداء وكانت تحيي مؤيديها من فتحة سقف سيارتها.
وقال شيما "لقد صدمها المقبض قرب اذنها اليمنى وكسر جمجمتها" مضيفا "لم يتم العثور على رصاص او شظايا معدنية في مكان الاصابة".
وافاد كذلك بان اجهزة الاستخبارات رصدت اتصالا من بيت الله محسود الذي يعتبر زعيم القاعدة في باكستان يهنئ فيه احد ناشطي التنظيم بمقتل بوتو. واكد وجود "دليل دامغ على ان القاعدة وشبكاتها ومجموعاتها تسعى لزعزعة استقرار باكستان".
وافادت مصادر رسمية باكستانية ان اعمال العنف والشغب التي تلت اغتيال بوتو اوقعت 32 قتيلا. وقال وزير داخلية اقليم السند غلام محمد محترم ان 23 شخصا قضوا في اعمال عنف في معقل بوتو السياسي في جنوب البلاد منذ اغتيالها الخميس. وافاد المسؤول عن نشر الجيش في مناطق ولاية السند الـ16 ولا سيما العاصمة كراتشي.
وتلقت القوات شبه العسكرية اوامر باطلاق النار على مرتكبي اعمال الشغب في الاقليم. وقضى ستة اشخاص حرقا حين اضرمت الحشود الغاضبة بعد اغتيال بوتو النار في مصنع في كراتشي, على ما ذكرت الشرطة. ولم يكن من الممكن في الوقت الحاضر معرفة ما اذا كان هؤلاء الضحايا الستة مدرجين في حصيلة القتلى الـ32.
وقال مصدر في الشرطة "هرع الحشد الى داخل المصنع في حي كورانغي في كراتشي واضرموا النار فحرق ستة اشخاص". كما خرب الحشد مصنعا للادوية وعيادة خاصة في الحي ذاته.
وافادت الشرطة عن مقتل ثمانية اشخاص اخرين في انفجار قنبلة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي بينهم عضو في حزب الرئيس برويز مشرف.
وتم تفجير القنبلة عن بعد حين كان مرشح موال لمشرف يغادر تجمعا انتخابيا بضاحية مينغورا كبرى مدن هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات واعمال عنف منذ بضعة اشهر. وافاد مصدر في اجهزة الامن عن سقوط قتيل في ولاية البنجاب (وسط).
وتجمع مئات الآلاف من الاشخاص لتشييع بوتو التي دفنت قرب والدها ذو الفقار علي بوتو اول رئيس منتخب للحكومة في البلاد قبل ان يطيح به الجيش ويعدمه في 1977.
ويبدو ان الانتخابات المقرر اجراؤها في الثامن من الشهر المقبل اصبحت غير اكيدة في هذا البلد الذي يشهد ازمة سياسية.
وحذر رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي اصبح الان ابرز معارض للرئيس برويز مشرف من ان ابقاء الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر في الثامن من يناير/كانون الثاني سيؤدي الى "دمار" باكستان.
واعلن حداد وطني لثلاثة ايام في البلاد تكريما لبوتو التي اصبحت عام 1988 اول امرأة ترئس حكومة دولة اسلامية.
واغتيال بينظير بوتو ياتي اثر سلسلة عمليات انتحارية سجلت رقما قياسيا في تاريخ باكستان واوقعت حوالى 800 قتيل في العام 2007.
وكان اشدها في 18 اكتوبر/تشرين الاول حيث اوقع 139 قتيلا في صفوف مناصرين لبوتو في كراتشي كانوا يحتفلون بعودتها الى البلاد اثر ستة اعوام في المنفى.
ونجت بوتو من الاعتداء لكن السلطات كثفت منذ ذلك الحين التحذيرات مؤكدة ان لديها معلومات "محددة" تشير الى مخاوف من محاولة ارهابيين اسلاميين قتلها.
وبحسب بريد الكتروني كشفت عنه وسائل اعلام اميركية الخميس فان بوتو اتهمت الرئيس مشرف بعدم تامين حماية مناسبة لها في الاشهر الماضية.
وكان مشرف فرض حال الطوارىء في البلاد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني متذرعا بتهديد الاسلاميين. وبعد اشهر من المداولات اوقفت بينظير بوتو مفاوضاتها مع رئيس الدولة التي كانت تجريها تمهيدا لانتخابات 8 يناير/كانون الثاني.