لقيت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو مصرعها في مستشفى نقلت إليه في أعقاب تفجير انتحاري استهدف موكبها أمس، في مدينة روالبندي. وقال المتحدث السابق باسم الحكومة الباكستانية طارق عظيم خان إنّ بوتو توفيت متأثرة بإصابتها بجروح. وتضاربت الأنباء بشأن الظروف التي حفّت بإصابة بوتو حيث تحدّثت تقارير عن كونها أصيبت بعد أن كانت قد غادرت مسرح الانفجار وفجّر انتحاري نفسه عندما كان يحاول اقتحام الموكب الذي ضمّ الآلاف من أنصار بوتو للاستماع لخطابها، وفقا للشرطة.ورغم أنّ متحدثا باسم بوتو، قال انّها بأمان بعد أن تمّ الابتعاد بها عن مكان الانفجار، إلا أنّ محطة GEO نقلت عن زوجها قوله إنّه تمّ نقلها على جناح السرعة لمستشفى بعد إصابتها بجروح وأنّها في حالة حرجة.وقال عظيم خان إنّ بوتو كانت بصدد مغادرة الموكب عندما أصيبت.ونقلت محطة GEO لاحقا أنّه تمّ إطلاق النار على رئيسة الوزراء السابقة عندما كانت تغادر الحشد بعد الانفجار.وأظهرت صور الفيديو بوتو، مباشرة قبل الانفجار وهي بصدد امتطاء عربة مدرعة تحت حراسة مشدّدة.
.وقال خان، إنه وفيما يبدو أنّ بوتو كانت هدفا لعملية إطلاق نار، إلا أنّه ليس واضحا ما إذا كانت عملية إطلاق النار هي السبب في إصابتها أو بسبب شظايا الانفجار.وقالت مصادر الشرطة إنّ الانتحاري، الذي كان يمتطي دراجة نارية، فجّر نفسه بالقرب من سيارة بوتو.وفيما لم يعرف بعد عدد الجرحى إلا أنّ صور الفيديو أظهرت طابورا من سيارات الإسعاف وهي مصطفة لنقل العديد من المصابين إلى المستشفيات.وجرى الهجوم بعد ساعات قليلة فقط من مقتل أربعة من أنصار رئيس الوزراء السابق نوّاز شريف، عندما فتح عليهم أعضاء من حزب سياسي آخر النار على مسيرة كانوا يشاركون فيها.وقالت الشرطة الباكستانية إنّ الحادث وقع عندما بلغت المسيرة مكانا قريبا من مطار إسلام أباد.وأضافت أنّ الحادث خلّف عددا آخر لم يحدّد بعد من أنصار شريف، فيما لم يتمّ تحديد هوية الحزب الذي كان أعضاء فيه وراء فتح إطلاق النار.يأتي هذا الحادث فيما، احتدمت الحملات الانتخابية في باكستان مع خروج القادة السياسيين المعارضين إلى الشوارع للالتقاء مع ناخبيهم، وشنوا حملات ضد الرئيس برويز مشرف وحضوا الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل التغيير.وتعهد زعيما المعارضة ورئيسا الوزراء السابقان، اللذان كانا منفيين حتى وقت قريب، بينظير بوتو ونواز شريف، العمل معاً على أمل زعزعة قبضة قائد الجيش السابقة على السلطة.وفيما توجه شريف إلى محافظة السند، مسقط رأس بوتو، توجهت الأخيرة إلى البنجاب، مسقط رأس شريف.فقد اتهم شريف، أمام نحو 30 ألف شخص في سوكور، بمحافظة السند، الرئيس الباكستاني انه أصبح يترأس دولة إسلامية ذات اقتصاد يسوء بشكل مستمر وأنه وراء اندلاع مواجهات عنيفة في البلاد.يشار إلى أن الانتخابات التشريعية في باكستان ستجري في الثامن من يناير المقبل، وتشكل خطوة مهمة على طريق إعادة الديمقراطية بعد نحو ستة أسابيع من فرض حالة الطوارئ في البلاد، والتي كانت قد رفعت في الخامس عشر من شهر ديسمبر الجاري.وسبق لموكب بوتو أن كان هدفا لتفجير انتحاري في أكتوبر، حيث قتل 136 شخصا في كراتشي في نفس اليوم الذي عادت فيه إلى البلاد من منفى اختياري استمر ثماني سنوات.وقال مراسل صحفي إنّ انفجار الخميس ليس بنفس قوة الانفجار الأول الذي وقع في أكتوبر.كما تأتي هجمات الخميس، بعد مضي أقلّ من أسبوعين على إلغاء حالة الطوارئ، تحت ضغط داخلي ودولي، من قبل الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الذي اعتبرها، عند إعلانها، ضرورية لحماية بلاده من هجمات الإرهابيين.وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرّف الحداد ثلاثة أيام على روح رئيسة الوزراء السابقة.وجاء الإعلان خلال كلمة وجهها مشرف عبر التلفزيون في أوّل ظهور علني له بعد الهجوم.وقال إنّ القاتلين هم أنفسهم الذين تواجههم باكستان وأنّه لن يرتاح قبل أن يتمّ اعتقالهم وجلبهم إلى العدالة.وعقد مشرف اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين الحكوميين، فيما صرّح المندوب الباكستاني لدى الأمم المتحدة محمود علي دراني انّ مشرّف “ندّد بالهجمات” وذلك في اتصال هاتفي معه.
وأمرت الشرطة السكّان بالبقاء في منازلهم وذلك تحسّبا لمظاهرات تندد بالاغتيال.وعمّت الفوضى مستشفى روالبندي عندما حلّ به رئيس الوزراء السابق، وغريم بينظير بوتو السابق، نواز شريف للترحّم على روحها. وقال شريف “إنه أكثر الأيام حزنا في تاريخ باكستان. لقد حدث أمر لا يمكن التفكير فيه.” ولاحقا أعلن نواز شريف مقاطعة حزبه للانتخابات المقرر عقدها في الثامن من يناير. وفي الأثناء، أحرق متظاهرون إطارات مطاطية وأغلقوا طرقات في كراتشي ومدن أخرى، وفقا لمصادر الشرطة. وقالت تقارير إنّ الشرطة فتحت النار على متظاهرين غاضبين في مدينة خيربر في إقليم السند، مما خلّف مصرع شخصين.