اغتال مسلحون مجهولون اليوم رياض النوري صهر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بعد خروجه من مسجد الكوفة عقب انتهاء صلاة الجمعة، وفقا لمصادر من مكتب الصدر في النجف.
وقال مراسلنا في بغداد ان السلطات المحلية فرضت حظرا للتجوال في النجف اثر عملية الاغتيال.
وقال حيدر الطرفي المتحدث باسم حركة الصدر ان المسلحين كانوا متربصين للنوري قرب بيته، حيث اردوه قتيلا في الحال بعد ان امطروه بوابل من العيارات النارية.
ويأتي هذا التطور في وقت قالت فيه القوات الامريكية والبريطانية ان 12 مسلحا قتلوا في غارات شنتها طائرات حربية على مناطق في بغداد والبصرة.
واوضح بيان صدر عن القوات الامريكية ان طائرة عسكرية امريكية بدون طيار وجهت نيرانها نحو مجموعة من المسلحين الذي كانوا يتسلحون بقذائف ومدافع هاون في مدينة الصدر غربي بغداد، مما تسبب في مقتل ستة منهم.
يشار الى ان هذا النوع من الطائرات يستخدم عادة مع جولات الاستطلاع الجوية فوق العاصمة العراقية، وتستخدم فيها مجسات خاصة للتعرف على نشاطات المسلحين خلال الليل، والمسلحون لا يملكون قدرات دفاعية يمكنهم بواسطتها اسقاط هذا النوع من الطائرات البطيئة التحليق.
للصدر شعبية في اوساط الشباب الشيعة
وفي البصرة قالت القوات البريطانية ان طائرة تابعة للتحالف وجهت نيرانها باتجاه مسلحين في حي الحيانية، الواقع وسط المدينة، ليل امس، مما تسبب في مقتل ستة منهم واصابة آخر.
ويعتقد ان هؤلاء المسلحين هم من افراد مليشيا جيش المهدي، التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والتي قاتلت القوات الحكومية وقوات التحالف في عدة مناطق في العراق من اهمها مدينة الصدر والبصرة.
وكان سلمان الفريجي مسؤول التيار الصدري في مدينة الصدر قد لوح بان الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على المدينة (الحي) قد يتسبب في معاودة جيش المهدي رفع السلاح ثانية.
وقد اشتعل القتال بين مقاتلي جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والامريكية والبريطانية من جهة اخرى في الخامس والعشرين من الشهر الماضي عندما اطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ما عرف باسم عملية "صولة الفرسان" العسكرية في مدينة البصرة الجنوبية والتي استهدفت هذه المليشيا.
تأجيل قرارات
على صعيد آخر اتهم معارضو الرئيس الامريكي جورج بوش من الديمقراطيين بأنه يؤجل القرارات الصعبة المتعلقة بالعراق الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لكي يتحمل الرئيس المقبل اعباءها.
الجمهوريون لا يخططون للانسحاب من العراق في المستقبل المنظور، وان الوجود الامريكي في العراق سيبقى مفتوحا
مستشارة اوباما للشؤون الخارجية
وجاءت هذه الاتهامات عقب اعلان الرئيس الامريكي قرارا بتعليق سحب المزيد من القوات الامريكية من العراق بناء على توصيات القادة العسكريين الامريكية الميدانيين في هذا البلد.
ويسعى المرشح الديمقراطي القوي للرئاسة الامريكية باراك اوباما الى سحب قوات امريكية من العراق في غضون 16 شهرا من توليه منصب الرئاسة في حال فاز بها.
وقالت مستشارة اوباما للشؤون الخارجية سوزان رايس، لبرنامج "العالم اليوم" في بي بي سي، ان الجمهوريين لا يخططون للانسحاب من العراق في المستقبل المنظور، وان الوجود الامريكي في العراق سيبقى مفتوحا، وهي نفس وجهة بوش والمرشح الجمهوري جون ماكين.
وتتناقض تصريحات الرئيس الامريكي حول تعليق سحب القوات مع ما أعلنه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية في الثاني من الشهر الحالي من أن بلاده ستمضي قدما في خطة سحب قوات مقاتلة من العراق في يوليو/ تموز المقبل رغم تصاعد العنف مؤخرا هناك.
وقال الأدميرال مايك مولين إن التطورات الأخيرة في بغداد والبصرة لم تغيير خطط وزارة الدفاع لسحب خمسة ألوية مقاتلة من العراق ليصل عدد القوات إلى مستواه قبل إرسال التعزيزات العام الماضي