التدخين يهدد حياة مليار شخص خلال القرن الحالي في العالم، في حال لم تتحرك الحكومات والمجتمع المدني سريعا لخفض استهلاك التبغ.
جاء ذلك في تقرير لمنظمة الصحة العالمية «آفة التدخين العالمية»، اظهر ان «التدخين تسبب بوفاة مائة مليون شخص في العالم في القرن العشرين ويتوقع ان يتسبب في وفاة مليار شخص في القرن الحادي والعشرين في حال تواصلت الميول الحالية»، مضيفا انه «في حال عدم التحرك سيزيد عدد الوفيات المرتبطة بالتدخين عن ثمانية ملايين سنويا بحلول العام 2030، 80% من هذه الحالات في الدول النامية .
والدراسة التي تورد إحصاءات حول التدخين وحول الإجراءات المتخذة لخفضه في دول تمثل معا 99% من عدد سكان العالم، توصي باعتماد استراتيجية من ست نقاط سميت «أم باور» لمكافحة هذه الآفة.
وتتضمن الاستراتيجية متابعة الاستهلاك في كل دولة واعتماد سياسات الوقاية وحماية السكان من دخان السجائر وبرامج مساعدة للذين يريدون الإقلاع عن التدخين وتوعية أفضل على مخاطر التدخين وتطبيق فاعل لحظر الترويج والدعاية على السجائر ورفع الرسوم المفروضة على التبغ.
وقالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت شان «مع ان الجهود التي تبذل لمكافحة التدخين تتسع، يبقى على كل الدول عمليا ان تقوم بالمزيد» مضيفة «خطوط التحرك العريضة الستة هذه هي في متناول كل الدول وإذا ما طبقت معا يمكنها ان توفر أفضل فرصة لقلب هذه الآفة التي تنتشر بسرعة كبيرة»، في حين قال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ ان هذا التقرير «ثوري.. فللمرة الأولى يتمتع العالم بمقاربة متينة لوقف آفة الإفراط بالتدخين وبإحصاءات متينة لكي يتحمل كل صانع قرار مسؤوليته.. ان إجراءات خفض مستويات التدخين تثير جدلا أحيانا لكنها تنقذ أرواحا بشرية ويجب ان تشارك فيها الحكومات وان تقوم بواجبها».
ويقول التقرير ان الدول ذات العائدات المتدنية هي التي تشهد اكبر ارتفاع في التدخين. فان ارتفاع عدد السكان باستمرار واستهدافهم من قبل شركات صناعة السجائر يؤدي الى ملايين من المستهلكين الجدد سنويا.
ويشير التقرير كذلك الى ان 5% فقط من سكان العالم ينعمون بحماية قوانين وطنية فعالة لمكافحة التدخين.
ويكلف التدخين العالم حاليا مئات مليارات الدولارات سنويا. وتقدر الخسائر الاقتصادية في الولايات المتحدة وحدها بـ 92 مليار دولار سنويا.
وفي الوقت ذاته تنفق صناعات التبغ عشرات مليارات الدولارات على حملات التسويق وتركز خصوصا على الدول النامية عبر استراتيجيات بيع وضغط ممنوعة في الدول الغنية على ما يفيد التقرير.
ويذكر التقرير ان زيادة الرسوم على السجائر هو «أكثر الوسائل فاعلية لخفض الاستهلاك وتشجيع المدخنين على الإقلاع عن عادتهم».