بعد مناقشات وخلافات استغرقت عدة اشهر، صوت مجلس النواب العراقي على المواد التي نقضت في السابق لقانون إنتخابات مجالس المحافظات، مما يفسح المجال لاجراء الانتخابات.
ويضع القرار الجديد حدا لاشهر من النقاشات حول كيفية تطبيق قانون الانتخابات في مدينة كركوك.
فقد وافق النواب العراقيون كحل وسط على التعامل مع كركوك كحالة خاصة مما يتيح المجال لاجراء الانتخابات في باقي محافظات العراق.
وقال احد النواب لبي بي سي إن الاتفاق الذي تم التوصل اليه اليوم يشير الى ان المصالحة الوطنية تسير في الاتجاه الصحيح.
وقد احيل القانون الى مجلس الرئاسة العراقي للمصادقة عليه.
وقال بهاء الاعرجي رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب للصحفيين إن المجلس تمكن من التوصل الى حل وسط حول مسألة كركوك، واضاف: "نقول لاخوتنا في جنوب ووسط وشمال العراق إن القرار الذي صدر اليوم يعتبر انجازا لمجلس النواب. ستجرى الانتخابات عما قريب لكي يتمكن العراقيون من اختيار اداراتهم المحلية."
ويقول المراسلون إن الانتخابات المحلية جزء من خطة مدعومة امريكيا تهدف الى تحقيق المصالحة الوطنية بين الطوائف العراقية، وهي موجهة بوجه الخصوص الى السنة العرب الذين قاطعوا آخر انتخابات اجريت عام 2005.
مدينة متنازع عليها
يذكر مدينة كركوك متنازع عليها بين الاكراد من جهة والعرب والتركمان من جهة اخرى، وقد ادت هذه الخلافات الى عرقلة تمرير قانون الانتخابات المحلية في مجلس النواب قبل الآن.
ويصر الاكراد على ضم كركوك الى المنطقة التي يسيطرون عليها في شمال العراق (التي تقع خارجها حاليا)، ويقولون إنهم يشكلون اغلبية سكان المدينة.
ويقول الاكراد إن اي اتفاق يجب ان يتطرق الى "حملة التعريب" التي تعرضت لها كركوك ابان حكم الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين.
ولكن التركمان والعرب من سكان المدينة يقولون إنها يجب ان تخضع لسيطرة الحكومة المركزية ببغداد.
وكان النواب العراقيون قد صدقوا على مسودة اولية لقانون الانتخابات في شهر يوليو/تموز الماضي بالرغم من مقاطعة النواب الاكراد وبعض النواب الشيعة، الا ان المسودة رفضت بعدئذ من قبل المجلس الرئاسي (الذي يترأسه الرئيس العراقي جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني احد الحزبين الكرديين الرئيسيين).
لامبالاة
وكان من المقرر ان تجرى الانتخابات المحلية في شهر اكتوبر/تشرين الاول المقبل، الا انها الغيت بسبب فشل النواب في التوصل الى اتفاق.
الا ان محمود المشهداني رئيس مجلس النواب قال إن الاتفاق الجديد يعبر عن ارادة الشعب العراقي إذ انه "كتب من قبل السياسيين العراقيين."
وقد حدد مجلس النواب موعدا اقصى هو 31 يناير/كانون الثاني المقبل لاجراء الانتخابات المحلية في 14 من محافظات العراق الـ 18.
اما كركوك والمحافظات الشمالية الثلاث الواقعة تحت السيطرة الكردية، فستجرى فيها الانتخابات في وقت لاحق.
لكن مراسل بي بي سي في بغداد هيو سايكس يقول إن الاقبال الضعيف على التسجيل في القوائم الانتخابية قبيل موعد اجراء انتخابات اكتوبر الملغاة يشير الى عدم اهتمام ولامبالاة واسعة النطاق في صفوف الناخبين، إذ لا يرى الكثير من العراقيين سببا للتصويت بينما يعانون من ضعف الخدمات والبطالة.
المصدر:
BBC