التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الاثنين 2-6-2008 في أجواء تخيم عليها أزمة سياسية حادة في إسرائيل والإعلان عن بناء مزيد من المنازل في المستوطنات اليهودية بالقدس الشرقية.
وأشارت إسرائيل إلى تسجيل "تقدم", لكن الفلسطينيين اكدوا ان الفجوة التي تفصل بين الطرفين لا تزال قائمة, في ختام اللقاء, الاول منذ الخامس من مايو/ايار, والذي عقد قبل بضع ساعات على مغادرة اولمرت الى واشنطن.
ودامت المباحثات قرابة الساعتين في مقر اقامة اولمرت في القدس، وصرح مارك ريغيف الناطق باسم اولمرت للصحافيين "بامكاني القول دون تردد ان تقدما حصل خلال اللقاء".
واضاف "انهما تناولا تطور المفاوضات وجددا عزمهما على محاولة التوصل الى اتفاق تاريخي قبل نهاية" 2008.
ولاحقا تطرق اولمرت مجددا اثناء احتفال في القدس الى امكانية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في حال تواصل اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.
وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي من "ان ساعة الحقيقة تقترب. والحكومة برئاستي تحاول التوصل الى تهدئة عبر الحوار، لكن اذا لم نتوصل الى ذلك بهذه الطريقة, فإننا سنضطر الى استخدام وسيلة أخرى".
وكان اولمرت يشير الى المفاوضات التي تجريها مصر مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) للتوصل الى تهدئة في اعمال العنف في قطاع غزة مقابل رفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ العام الماضي على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وفي رام الله بالضفة الغربية, اعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي شارك في اللقاء مع اولمرت ان مواصلة سياسة الاستيطان الاسرائيلية تهدد "بتقويض المفاوضات".
وقل عريقات خلال مؤتمر صحافي ان "الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول الاستيطان قوية وعميقة, والمسائل حول هذا الموضوع كانت صعبة".
واضاف عريقات "لا يعقل ان تقوم إسرائيل باستبدال المفاوضات بسياسة الاملاءات فيما يتعلق بمصير القدس او المستوطنات (..) يجب على إسرائيل الالتزام بما تعهدت به في مؤتمر انابوليس, وعليها التخلي عن سياسة الاملاءات التي تعمل على تقويض عملية السلام".
والاحد, اثارت اسرائيل غضب الفلسطينيين عندما اعلنت مشاريع لبناء 884 مسكنا جديدا في القسم الشرقي المحتل من مدينة القدس.
وحذرت واشنطن الاثنين من ان مواصلة الاستيطان "يزيد التوتر" مع الفلسطينيين, في حين اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه "مخالف للقانون الدولي".
وترعى واشنطن مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي اعادت تحريكها في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 في انابوليس بهدف التوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة الجارية.
لكن فرص التوصل الى هذا الاتفاق والتي تأثرت اصلا بغياب اي تقدم في المفاوضات, تضاءلت اكثر اليوم بسبب الازمة السياسية في اسرائيل حيث يتعرض اولمرت لضغوط للاستقالة من منصبه بسبب شبهات في قضية فساد.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحافيين في رام الله بالضفة الغربية قبل توجهه الى القدس "سنلتقي اليوم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي, وسنطرح كالعادة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية, وبالذات في القدس, وكذلك موضوع الاسرى".
واضاف "دائما نلفت انتباه المجتمع الدولي الى ان استمرار التوسع الاستيطاني سيجعل من الصعب التوصل الى اتفاق سياسي".
واكد عباس بعد لقاء وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "لن نقبل مثل هذه الاجراءات التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية ونعتقد ان مثل هذه الاجراءات ستكون عقبة في طريق السلام".
من جانبها, وصفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اللقاء المقرر بين عباس واولمرت ب"المهزلة", معتبرة انه "يشرع" الاستيطان.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان صحافي "ان لقاء المهزلة الذي يجمع اولمرت بعباس هو للتشريع للغول الاستيطاني الذي يلتهم الاراضي الفلسطينية في الضفة والقدس وللتغطية على هذه الجريمة والتستر عليها". واعتبر ان اللقاء "هو بمثابة تقديم قارب نجاة لاولمرت".
وبعد بضع ساعات من لقائه مع عباس, سيغادر اولمرت الى واشنطن حيث يستقبله الرئيس جورج بوش. وحاولت الادارة الامريكية التقليل من انعكاس الازمة السياسية في اسرائيل على المفاوضات مشددة على "الالتزام الاساسي للطرفين للمضي قدما".