الحرب علي العراق تدخل عامها السادس
مظاهرات في المدن الأمريكية والأوروبية تطالب بالانسحاب
بغداد - عواصم - وكالات الأنباء:
دخلت الحرب العدوانية التي قادتها الولايات المتحدة علي العراق عامها السادس أمس وسط حالة من الفوضي وسفك الدماء والانقسام الطائفي علي أرض هذا البلد العربي ووسط مظاهرات اجتاحت المدن الأمريكية والبريطانية والأوروبية رفضاً لهذه الحرب الكارثية.
في اليوم العشرين من مارس قبل خمس سنوات ألقت القذائف الأمريكية أولي قنابلها علي بغداد.. وفي غضون ثلاثة أسابيع فقط أطاحت القوات الغازية بنظام الطاغية صدام حسين.. وبدلاً من أن تجلب هذه القوات الحرية التي وعد بها الرئيس الأمريكي المتعصب جورج بوش العراقيين فانها بقيت كقوات احتلال تقاتل وتقتل شعباً ثائراً تملكه الاستياء ضد المهانة والاحتلال البغيض مثلما تملكته الثورة في وجه هؤلاء المحتلين محاولاً اخراجهم من أرضه السليبة.
وعشية الذكري الخامسة للغزو لقي جندي أمريكي حتفه هو آخر ضحايا هذا الصراع الدامي علي أرض الرافدين وبذلك يرتفع عدد قتلي جيش الاحتلال والعدوان الأمريكي إلي 3991 علي مدي السنوات الخمس الماضية بالاضافة إلي 29 ألف جريح.
قال الجيش الأمريكي إن الجندي لقي حتفه في انقلاب مركبة بمحافظة ديالي شمالي بغداد دون تحديد السبب لكنه قال إن تحقيقاً بدأ في الحادث.
قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 97 في المائة علي الأقل من خسائر الجيش الأمريكي وقعت بعد إعلان بوش في 1 مايو من عام 2003 عن انتهاء المعركة القتالية الكبري بعدها أصبح جيش الاحتلال محاصراً بين مقاومة تزداد شراسة وصراع طائفي انطلق من عقاله بعد سقوط صدام.
وطبقاً لموقع البنتاجون علي النت فإن 81.3 في المائة من قتلي الجيش الأمريكي سقطوا في هجمات للقاعدة والجماعات السنية الموالية للنظام السابق والجماعات الشيعية المتشددة أما الباقون فسقطوا في حوادث غير قتالية.
وكان عام 2007 هو العام الأكثر دموية للجيش الأمريكي حيث قتل فيه 901 جندي أمريكي مما حدا بالإدارة الأمريكية إلي نشر 30 ألف جندي اضافيين في محاولة للحد من العنف ويعترف قادة قوات الاحتلال أن نشر مزيد من القوات علي الأرض قد عرضها للمزيد من الهجمات.
ومنذ بداية عام 2008 لقي 86 جندياً أمريكياً مصرعهم. وتواصلت أعمال العنف في مناطق مختلفة من العراق. في الموصل أصيب 11 جندياً عراقياً في هجوم نفذته انتحارية استهدفت حاجزتً للجيش العراقي.
في كربلاء الواقعة علي مسافة 110 كيلو مترات جنوبي بغداد عثرت الشرطة العراقية علي جثتين لحراس الأمن.
وفي بلدة الإسكندرية "40 كيلو متراً جنوب بغداد" لقي شرطي مصرعه وأصيب آخران في انفجار قنبلة استهدفت دورية للشرطة.
في حي الكرادة ببغداد نفسها لقي ضابط شرطة مصرعه وجرح الآخر في انفجار سيارة مفخخة كما قتل أحد عناصر مجالس الصحوة وأصيب اثنان في هجوم شنه مسلحون علي حاجز تفتيش بمدينة تكريت شمال بغداد.
ترحيب
وأصدر الرئيس العراقي جلال طالباني بياناً رحب فيه بنهاية طغيان صدام حسين لكنه اعتبر أن الغزو جلب معه العنف والإرهاب كما استشري الفساد وحذر الطالباني من تعثر المسيرة التي بدأت قبل 5 سنوات ما لم يتحقق الصلح بين العراقيين.
ومن جانبه أعلن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أن العراق يعيش حالة من الحرية الفكرية وهي من الأمور التي نعتز بها في العراق الجديد.
مظاهرات في أمريكا
علي صعيد آخر شهدت مدن شيكاغو وميامي ونيويورك الأمريكية مظاهرات للتنديد بالحرب علي العراق كما شارك المئات في مظاهرة بواشنطن رغم الأمطار الغزيرة وبدأ الاحتجاج في واشنطن بسد أبواب مبني مصلحة الضرائب لإدانة كلفة الحرب.
وفي لوس أنجلوس تجمع المتظاهرون بأعداد كبيرة أمام مركز التجنيد في هوليوود بدعوي من تحالف "التحرك من أجل وقف الحرب والعنصرية".
وفي مدينة سينساتي بأوهايو اتخذ الاحتجاج شكلاً مختلفاً حيث نثر حوالي 4 آلاف قميص علي طول الطريق وسط المدينة مما رمز لعدد القتلي في العراق.
وأعلنت الشرطة الأمريكية أنها اعتقلت 160 شخصاً عبر الولايات المتحدة منهم 32 شخصاً من أولئك الذين حاولوا سد أبواب مبني مصلحة الضرائب بواشنطن و30 آخرون خارج مبني الكونجرس. بالاضافة إلي اعتقال 100 آخرين في سان فرانسيسكو.
ولايزال الجدل محتدماً بشأن تكلفة الحرب النهائية إذ هناك من يري أن التكاليف قد تبلغ 3 تريليونات ووفقاً للأرقام الحالية بلغت التكاليف المباشرة للحرب علي الإرهاب في العراق وأفغانستان 752 مليار دولار.
موسكو.. أكبر مأساة
وفي موسكو أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الغزو الأمريكي حول العراق إلي واحد من أكثر الأماكن خطورة علي كوكب الأرض وأدي إلي وفاة أكثر من 300 ألف شخص..
وقال بيان للوزارة أن النتائج واضحة في اشارة إلي رقم الضحايا لما وصفه أكبر عملية عسكرية دون موافقة الأمم المتحدة.
وفي مقال بصحيفة الجارديان وصف المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هانز بليكس حرب العراق بأنها مأساة متهماً واشنطن ولندن بالمبالغة في التهديد الذي كان يشكله صدام.
وقال بليكس إن الذي ترأس فرق التفتيش عن الأسلحة في العراق أن الحرب تمثل مأساة للعراقيين وللولايات المتحدة والكرامة الإنسانية مؤكداً أن العراق لم يكن يشكل تهديداً لأحد.