استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، امس، إجراء محادثات مع حركة حماس لوقف إطلاق النار، ووصف ما سماه حرب إسرائيل ضد «المليشيات» التي تسيطر على غزة بأنها «حرب حقيقية». وقال: «إن العمليات العسكرية ضد الإرهابيين ستستمر كما كانت طوال أشهر عديدة.. ولا توجد هناك أي وسيلة لوصف ما يحدث في قطاع غزة باستثناء أنها حرب حقيقية بين الجيش الإسرائيلي والجماعات الإرهابية.. وهذه الحرب ستستمر». أولمرت أبلغ أعضاء حكومته بأنه ليس لديه أي خطط للتهدئة من عمليات الجيش في القطاع والتي تستهدف وقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، والتي يبدو أنها حققت نجاحات جوهرية، وفقاً للأسوشيتد برس.
وكانت حركة حماس قد أبدت استعدادها في الأيام الأخيرة للوصول إلى وقف لإطلاق النار، فيما عبر عدد من الوزراء الإسرائيليين عن رأيهم بضرورة أن تدرس الحكومة الإسرائيلية العرض المقدم من حماس. وعشية استئناف جولة ثانية من محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد أنابوليس المقررة كشفت وزارة التشييد الاسرائيلية عن اقتراح ميزانية قيمتها 25 مليون دولار لبناء 740 منزلا في مستوطنتين خلال عام 2008. ويتضمن الاقتراح الذي ينبغي أن يوافق عليه البرلمان بناء 500 منزل في هار حوما و240 في مستوطنة معاليه أدوميم قرب القدس. وسمحت ميزانية الوزارة العام الماضي ببناء نحو ألف منزل في نفس المستوطنتين. وقالت الوزيرة الاسرائيلية يولي تامير لرويترز ان اسرائيل لها الحق في بناء منازل «في هذه المناطق التي سيجرى ضمها لاراضيها في المستقبل» لكنها استبعدت البناء خارج هذه المناطق.
وتأمل اسرائيل في الاحتفاظ بمعاليه أدوميم وتكتلات استيطانية كبرى أخرى ضمن أي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. وتساءل عباس الذي من المتوقع أن يقابل أولمرت بحلول يوم الثلاثاء «لماذا هذا النشاط الاستيطاني المحموم في الوقت الذي نتحدث فيه عن مفاوضات الحل النهائي».
من جهة ثانية أعرب مسؤولون إسرائيليون عن شعورهم بـ«صدمة»، نتيجة رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش، إلقاء خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي «الكنيست»، خلال زيارته الأولى التي من المقرر أن يقوم بها للدولة العبرية، ضمن جولة له بعدد من دول المنطقة، بهدف دفع عملية السلام. وكانت رئيسة الكنيست، داليا إتسيك، وهي قيادية بحزب «كاديما»، الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قد وجهت دعوة بداية الشهر الجاري، إلى الرئيس الأمريكي، عبر مساعديه، لإلقاء خطاب أمام أعضاء الكنيست، أثناء زيارته الشهر المقبل لإسرائيل. ولكن مصادر في البيت الأبيض أرجعت السبب إلى أن الرئيس بوش يريد أن تكون زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية «متوازنة»، فإذا ألقى خطاباً في الكنيست، فيتوجب عليه أن يلقي خطاباً مماثلاً أمام المجلس الوطني الفلسطيني، وفقاً لما ذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي. وأشارت مصادر سياسية أمريكية إلى أن الرئيس بوش لا يمكنه إلقاء خطاب أمام البرلمان الفلسطيني، حيث أن ذلك قد يشكل «حرجاً بالغاً» له، نظراً لأن غالبية أعضائه من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، كما أن السلطات الإسرائيلية تعتقل معظم النواب الفلسطينيين. من جهة ثانية ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن حركة حماس ستقدم عرضا جديدا لإسرائيل لإطلاق سراح الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. وأضاف انه حسب العرض الجديد والذى تمت بلورته نهاية الأسبوع في اجتماع لقيادات من حماس فإنه يشمل قائمة من الأسرى الذين ستطالب حماس بالإفراج عنهم مقابل شاليط وتختلف عن القائمة السابقة. ونقل التلفزيون عن مصادر فلسطينية قولها ان خالد مشعل سيلتقي اليوم الاثنين في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان وسينقل له العرض الجديد وتركيبته.من جهة أخرى قالت مصادر إسرائيلية ان وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك سيقوم بزيارة إلى مصر يوم الأربعاء المقبل وسيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك وكبار المسؤولين المصريين. وحسب المصادر فإن باراك سيبحث مع المسؤولين المصريين إمكانية التوصل إلى هدنة مع حماس وقضية تبادل الأسرى وموضوع تهريب السلاح إلى قطاع غزة عن طريق شبه جزيرة سيناء. على صعيد آخر قال مسؤولون أمريكيون وغربيون ان الولايات المتحدة ستجري تقييما سريا لمعرفة ما اذا كانت اسرائيل والفلسطينيون ينفذون التزاماتهم لاحلال السلام وستعرض النتائج سرا على الطرفين. وتسعى اسرائيل للابقاء على العملية الامريكية لتقييم الالتزام بخطة خارطة الطريق لاحلال السلام سرا في حين يفضل الفلسطينيون اعلان نتيجة التقييم في ما يتعلق بما اذا كانت اسرائيل توقف كل أنشطتها الاستيطانية وما اذا كان الفلسطينيون يكبحون جماح النشطاء كما تطالب الخطة. وقال المسؤولون الامريكيون والغربيون انه بالرغم من أن ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش قررت الابقاء على عملية التقييم سرية الا أنها تحتفظ بحق الاعلان عن النتائج اذا استدعى الامر.
والتقييم الامريكي سيكون مهما لان اسرائيل تقول انها لن تنفذ أي اتفاق سلام الى أن ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم بكبح النشطاء في كل من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حيث النشطاء مستمرون في اطلاق صواريخ عبر الحدود. وعملية المراقبة قد تكون اختبارا أيضا لمدى استعداد واشنطن لالزام حليف وثيق بتنفيذ التزاماته.