فر ما بين 15 و18 ألفا من سكان العاصمة الصومالية مقديشو من ديارهم هربا من القتال بين المتمردين وقوات حفظ السلام الافريقية. وقد قتل خمسة واربعون مدنيا على الاقل منذ يوم الاثنين.
ويقول مراسل بي بي سي في مقديشو ان السكان يركبون كل ما يجدون من وسائل النقل من حافلات وعربات تجرها الحمير، او على الاقدام.
وقالت ام لخمسة اطفال لبي بي سي: "لم نعد نستطيع البقاء ومشاهدة تلك المناظر المريعة وما حدث لجيراننا، كما ان أطفالي لا يتحملون اجواء القصف، لذا قررت المغادرة."
وتقول قوات حفظ السلام التي تعرضت لهجمات لليوم الثالث على التوالي انها ارغمت على اتخاذ اجراءات صارمة بينها وضع اسلحة رشاشة على متن عربات مصفحة لصد هجمات المتمردين.
ويقول مراسل لبي بي سي ان المتمردين حققوا مكاسب على الارض في مقديشو في صراعهم مع الحكومة التي تدعمها اثيوبيا.
وقال احد عمال الاغاثة المحليين لبي بي سي ان حوالي 18 ألف شخص فروا من القتال الذي يعد الاسوأ منذ اشهر.
ويقول المراقبون ان المسلحين الاسلاميين غيروا من تكتيكاتهم حيث لم يعودوا يكتفون بالكر والفر، بل صاروا يدخلون في مواجهات مطولة مع قوات حفظ السلام.
ووقعت معظم اشتباكات الثلاثاء جنوبي المدينة بعدما هاجم المسلحون تقاطع طرق استراتيجي يربط المطار بالقصر الرئاسي مستخدمين اسلحة ثقيلة.
وكان السكان ينظرون الى قوات حفظ السلام على انها قوات صديقة، لكنهم غير راضين عن مدى رد فعلها، حسب مراسلنا.
وقال الميجور باهوكو باريجيي المتحدث باسم مهمة الاتحاد الافريقي في الصومال ان قواته لم تتكبد اية خسائر، وانهم دافعوا عن انفسهم فحسب.
واضاف باريجيي: "نحن نستهدف الاماكن التي يأتينا منها اطلاق النار فقط دون غيرها، كما لا نستخدم اية اسلحة ثقيلة.
الشباب
ويقول ديفد شين الدبلوماسي الامريكي السابق والاستاذ بجامعة واشنطن ان مقاتلين من جماعة "الشباب" المتشددة يريدون اظهار قدراتهم لارغام القوات الاثيوبية على الخروج من الصومال.
يذكر ان الجيش الصومالي تدخل لدعم القوات الحكومية التي كانت قد دحرتها المليشيات التابعة للمحاكم الشرعية والتي كانت بسطت سيطرتها على معظم اراضي الصومال.
إرجاء الاتفاق
وكان ممثلون عن الحكومة الصومالية المؤقتة وتحالف المعارضة المسمى بـ "التحالف من أجل تحرير الصومال" ومجموعات أخرى معارضة قد أرجأوا للمرة الثانية تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار كان من المفترض أن يوقعوه في جيبوتي المجاورة يوم الجمعة الماضي.
وكان توقيع الاتفاق قد تأجل للمرة الأولى يوم السبت بسبب وجود السفير الإثيوبي في الاجتماع وهو ما أثار اعتراضات وحفيظة "التحالف من أجل تحرير الصومال".
وقال أحمد ولد عبدالله، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصومال، إن وقف إطلاق النار سينفذ، في حال توقيعه، بإشراف الأمم المتحدة وسيشمل جميع أنحاء البلاد، وقد يؤدي إلى انسحاب القوات الإثيوبية من الصومال.
لكن المراقبين يقولون إن أي هدنة يتم الاتفاق عليها سيجري تجاهلها لأن العديد من التننظيمات، خاصة المجموعات الإسلامية المسلحة والميليشيات القبلية، قد رفضت التوقيع على الاتفاق.
المصدر:
BBC