نفى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الاتهامات بالطائفية التي وجهتها إليه أوساط شيعية على خلفية مقابلة مع صحيفة مصرية عبر فيها عن موقفه من الشيعة الإمامية.
وأكد الشيخ القرضاوي في بيان له حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أنه يؤمن بوحدة الأمة الإسلامية بكل فرقها وطوائفها ومذاهبها، لكنه يقر بأنه يخالف الشيعة في أصل مذهبهم.
وقال القرضاوي ردا على مقال نشرته وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية وعلى تصريحات للعلامتين الشيعيين محمد حسين فضل الله وعلي تسخيري في الموضوع ذاته، إنه يخالف الشيعة في أصل مذهبهم ويرى أنه "غير صحيح".
وكرر في البيان ما قاله في مقابلة مع صحيفة "المصري اليوم" من أن "الشيعة مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة"، وأضاف "نصفهم بالابتداع، ولا نحكم عليهم بالكفر البواح، أو الكفر الأكبر، المُخرِج من الملَّة".
وأوضح القرضاوي أن موقفه هذا "هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل"، كما نفى أن يكون اتهم الشيعة بتحريف القرآن، مضيفا أن علماءهم في مختلف العصور أكَّدوا خلاف ذلك
وحدة الامة
وأوضح القرضاوي في بيانه أن "الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه"، وأن ما بين السنة والشيعة من الخلاف "ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض".
لكنه أكد أن "هناك خطوطا حمراء يجب أن ترعى ولا تتجاوز، منها: سب الصحابة، ومنها: نشر المذهب في البلاد السنية الخالصة"، معتبرا أن "علماء الشيعة جميعا" وافقوه على ذلك.
وأضاف القرضاوي "رغم تحفُّظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية، وقفتُ مع إيران بقوَّة في حقِّها في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وأنكرتُ بشدَّة التهديدات الأميركية لها، وقلتُ إننا سنقف ضد أميركا إذا اعتدت على إيران، وإن إيران جزء من دار الإسلام، لا يجوز التفريط فيها، وشريعتنا توجب علينا أن ندافع عنها إذا دخلها أو هدَّدها أجنبي".
كما ذكر بمناصرته حزب الله اللبناني في الحرب التي خاضها ضد إسرائيل في يوليو/تموز 2006 ودفاعه عنه ورده على فتاوى بعض علماء السنة الذين وقفوا ضد الحزب.
طابع طائفي
وكانت وكالة مهر قد نشرت مقالا علق فيه كاتبه على مقابلة القرضاوي التي حذر فيها من "أمرين خطيرين" قال إن كثيرا من الشيعة يقعون فيهما، وهما "سبُّ الصحابة" و"غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه".
ووصف مقال الوكالة تصريحات القرضاوي للصحيفة المصرية بأنها تعبر عن "أفكار تحمل الطابع الطائفي"، مضيفا أن ما قاله "وما شابهه سبق أن جاء على لسان حاخامات اليهود".
وأضافت الوكالة أن "الشعوب المسلمة وجدت ضالتها" في المذهب الشيعي، معتبرة "تنامي المد الشيعي صحوة حقيقية باتت تجتاح" هذه الشعوب.
كما علَّق على موقف القرضاوي العلامتان محمد حسين فضل الله وعلي تسخيري، الذي ينوب عن القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
واعتبر تسخيري –حسب ما أوردته وكالة مهر- أن "كلام القرضاوي ناجم عن ضغوط الجماعات المتطرفة والافتراءات ضد الشيعة"، مضيفا أن ما قاله "يتنافى مع أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وأنه "من خلال هذه الممارسات لا يعمل من أجل انسجام الأمة الإسلامية ومصالحها".
أما حسين فضل الله فقد نقلت عنه وكالة أنباء فارس قوله "إذا صح ما نسب إلى سماحة الشيخ القرضاوي فإنه حديث فتنة".
وقال إن الشيخ القرضاوي "قد دأب منذ زمن على أن يتحدث عن نقطتين، الأولى هي أن الشيعة يسبون الصحابة، والثانية أنهم يخترقون المجتمع السني من أجل أن يجلبوه إلى التشيع"
وفقكم الله
وكالات