أجرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في ختام جولة مغاربية مباحثات مع نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري تناولت قضية الصحراء الغربية ومكافحة ما يسمى الإرهاب والعلاقات الثنائية.
وأفاد مصدر دبلوماسي مغربي بأن المباحثات بين الوزيرين تركزت على مسألة التعاون بين البلدين في مكافحة ما يسمى الإرهاب، وهي القضية التي سبق أن طرحتها رايس أثناء زيارتها الجزائر في ثالث محطة بجولتها المغاربية.
وتناولت مبحاثات رايس في الرباط أيضا ملف الصحراء الغربية الذي عاد إلى الواجهة الدولية بعد إعفاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى الصحراء الغربية وورود أنباء عن ترشيح وزير الخارجية الأميركي الأسبق وارن كريستوفر لشغل هذه المهمة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المغربي قالت رايس إن الوقت حان لتسوية هذا النزاع، وأشارت إلى أن بلادها ستدعم الجولة القادمة من المفاوضات بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو).
كما بحث الطرفان الأميركي والمغربي عملية الإصلاحات التي بدأها المغرب والتي تدعمها الإدارة الأميركية، حسب ما تقول وزارة الخارجية المغربية.
وقبل التباحث مع نظيرها الفاسي الفهري كانت رايس قد التقت أمس السبت رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي ووزير الداخلية شكيب بن موسى ورئيس الاستخبارات العسكرية ياسين منصوري على مأدبة عشاء أقامها وزير الخارجية المغربي تكريما لها.
ولم يكن متوقعا أن تلتقي رايس بالعاهل المغربي محمد السادس الذي يقوم حاليا بجولة في شرق البلاد لافتتاح عدة مشاريع اجتماعية اقتصادية لا سيما في وجدة قرب الحدود الجزائرية.
وقبل وصولها إلى المغرب عقدت رايس مباحثات في الجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي وصفته بأنه "أحد الرجال الأكثر حكمة في المنطقة". وتناولت المباحثات عدة قضايا بينها ملف الصحراء الغربية ومكافحة "الإرهاب".
إجراءات أمنية
وجرت جولة رايس المغاربية في ظل إجراءات أمنية مشددة خاصة أنها تزامنت مع نداءات عبر الإنترنت أطلقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لاغتيال رايس.
من جهة أخرى أصدرت أحزاب "تجمع اليسار الديمقراطي" في المغرب بيانا عبرت فيها عن رفضها لزيارة رايس للمغرب العربي.
وانتقدت تلك الأحزاب في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه ما سمته السياسة الإمبريالية الأميركية في مختلف أنحاء العالم.
وقد دشنت رايس جولتها الجمعة بزيارة تاريخية إلى ليبيا تعتبر الأولى من نوعها منذ 1953 التقت خلالها الزعيم الليبي معمر القذافي ودشن فيها الطرفان صفحة جديدة من العلاقات الثنائية.
وفي تونس التقت رايس الرئيس زين العابدين بن علي، وحثت على تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية كما تطرقت إلى "التهديد الإرهابي" في هذه المنطقة.
وتطرقت محادثات رايس مع بن علي إلى الوضع في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في السادس من أغسطس/آب الماضي، علما بأن الوزيرة الأميركية لم تدرج موريتانيا ضمن جولتها بسبب إدانة واشنطن الانقلاب الذي أطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله