لا يبلغ عدد سكان مدينة بوهمته الألمانية أكثر من 13 ألف نسمة إلا أنهم يعانون كثيرا من كثرة الإشارات والقطع المرورية التي تشير وتحذر وتهدي وتربك الإنسان في ذات الوقت. وأصبحت المدينة اليوم أول مدينة أوروبية بلا إشارات في إطار تجربة يجريها الاتحاد الأوروبي لمعرفة مدى انسيابية المرور بلا إشارات وقطع.
وكان نادي السيارات الألماني قد نشر دراسة جديدة قدرت عدد إشارات المرور بأكثر من 20 مليون إشارة. وتقول الدراسة إن 33% من هذه الإشارات، في الأقل، لا لزوم لها وتعقد السير أكثر مما تحرره من الاختناقات. وأحصى النادي في ألمانيا وجود 648 إشارة وقطعة مرورية مختلفة تغزو شوارع المدن وتحولها إلى «غابة قطع» تتحرك فيها السيارات كالضباع. وحسب النادي طول شوارع ألمانيا وقسم عدد القطع عليها فاتضح أن السائق يمر بقطعة من القطع كل 28 مترا، وطبيعي فإن هذه القطع تتراكم أكثر في المدن عند استثناء الشوارع الريفية والجبلية.
وعبر بيتر هيلبريشت، رئيس شرطة بوهمتة، عن دهشته من سير النظام المروري في المدينة التي تم تجريدها من القطع المرورية. ووظفت المدينة نحو مليون يورو في رفع القطع وإلغاء 30 من أضوية المرور كي تتحرر من غابة القطع. وتحمل الاتحاد الأوروبي كلفة العملية مقابل أن تتحمل المدينة كلفة إعادة القطع والأضوية إلى مكانها في حالة فشل المشروع، علما أن المدينة تشهد حركة 12 ألف سيارة داخلها وخلالها يوميا حسب إحصائية رجال الشرطة. وتقول جاكلين غرونوالد، من نادي السيارات الألماني، إن سرعة السيارات داخل بوهمتة انخفضت مع رفع الإشارات المرورية. صار السائقون أكثر انتباها وحذرا في القيادة، وزاد عدد المتجولين على الدراجات الهوائية، وانتهت الاختناقات المرورية وتقلص عدد الحوادث بنسبة 50%، كما تقلصت في ذات الوقت رائحة البنزين والديزل وصار جو المدينة أنقى.
وتعول غرونوالد على تجربة مدينة بوهمتة لخفض عدد ضحايا المرور على الشوارع الأوروبية من 50 إلى 25 ألفا حتى عام 2010. ويخطط عمدة المدينة كلاوس غوديون إلى تحسين أجواء المدينة وتحسين المرور فيها مستقبلا عن طريق منع الشاحنات العابرة من اختراق المدينة وإلزامها بالاستدارة حول مركز المدينة.