أعلن في طهران وموسكو أمس ان روسيا بدأت تسليم الوقود النووي إلى محطة بوشهر أول محطة نووية إيرانية لانتاج الطاقة، في حين أكد مسؤول إيراني ان بلاده تبني مفاعلاً نووياً جديداً.
ويشكل تسليم الوقود النووي لمحطة بوشهر تجاهلاً من قبل روسيا للادعاءات الأمريكية و”الإسرائيلية” بأن إيران تسعى لصنع أسلحة نووية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس ان دفعات الوقود النووي التي يتم تسليمها إلى إيران تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضافت انه “ستتم اعادة الوقود بعد استخدامه في بوشهر إلى روسيا لاعادة معالجته وتخزينه” لضمان عدم ذهابه إلى جهات أخرى.
وجاء في بيان للوزارة ان “التعاون الروسي الإيراني بشأن محطة بوشهر للطاقة يبين بوضوح انه يمكن ضمان تحقيق الخطط الوطنية لتطوير قطاع الطاقة النووية المدنية بشكل فعّال وموثوق”.
وترفض روسيا الدعوات الأمريكية لتعليق مشروع بوشهر، وتقول انه لا يوجد دليل يدعم شكوك البيت الأبيض بأن إيران تعمل على بناء قدرات عسكرية نووية سراً. كما باعت موسكو إيران صواريخ مضادة للطائرات يتردد أن الجيش الإيراني وضعها للدفاع عن موقع بوشهر.
واصدرت شركة “اتوم ستروي اكسبورت” الروسية المشرفة على مشروع بناء محطة بوشهر أمس بياناً قالت فيه انه “في 16 ديسمبر/كانون الأول باشرت اتوم ستروي اكسبورت تسليم الدفعة الأولى من الوقود لمحطة بوشهر”.
وقالت الشركة ان عملية التسليم ستستغرق شهرين بحيث تبدأ المحطة التي يبنيها اخصائيون روس في انتاج الكهرباء خلال ستة أشهر تقريباً.
وفي طهران، أكد رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا اقا زاده ان إيران تسلمت الدفعة الأولى من الوقود النووي الروسي، وقال ان “الدفعة الأولى وصلت إلى إيران الاثنين، وسيتواصل تسليم الوقود وسيتم اعطاء إيران كل شيء حسب الجدول الزمني”. وأشار أقا زاده إلى ان بلاده تحتاج إلى 82 طناً من الوقود النووي لتشغيل محطة بوشهر في العام الأول.
واعتبر أقا زاده ان تسلم الوقود النووي يعتبر انتصاراً لإيران، ورفض فكرة ان تسليم الوقود النووي الروسي إلى إيران يعني ان إيران لا تحتاج إلى تخصيب اليورانيوم، مؤكداً ان بلاده لن تعلق مطلقاً عملياتها لتخصيب اليورانيوم.
كما أكد “اننا نبني مفاعلاً نووياً بقوة 360 ميغاوات في دار خوين”.
وكان مسؤولون إيرانيون قد صرحوا سابقاً بأن مهندسين إيرانيين بدأوا بالعمل لبناء مفاعل جديد لانتاج الكهرباء، إلا أن هذه أول مرة يكشف فيها مسؤول إيراني عن موقع المفاعل.
وأشار اقا زاده إلى ان بناء المفاعل الجديد يحتاج إلى سنوات عدة، كما أن الوقود اللازم له يجب الحصول عليه من مركز نطنز النووي، حيث تجري عمليات التخصيب الإيرانية.
في واشنطن، أعلن البيت الأبيض ان تسليم روسيا اليورانيوم إلى إيران حصل بالتشاور مع الولايات المتحدة ويشكل سبباً اضافياً لكي تقبل الجمهورية الاسلامية تعليق أنشطتها النووية الحساسة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو، “إذا كان الروس يسلمون الإيرانيين وقودهم فلا سبب لهؤلاء ليقوموا بتخصيب اليورانيوم بأنفسهم”.
من جهة أخرى، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التقرير الأخير للاستخبارات الأمريكية بأنه يشكل “انعطافاً” في السياسة الأمريكية، واعتبر التقرير بمثابة “اعلان استسلام”.
وكان التقرير الأمريكي قد أفاد أن إيران أوقفت الشق العسكري من برنامجها النووي منذ العام ،2003 مخالفاً بذلك تأكيدات أمريكية و”إسرائيلية” وشكوكاً أوروبية بأن إيران تسعى لحيازة السلاح النووي.
وقال نجاد في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني مساء الأحد إن هذا التقرير “انعطاف واضح وتطور داخل الحكومة الأمريكية انه استسلام”.
واعتبر ان ما جاء في التقرير من أن “إيران لم تنحرف” في برنامجها النووي هو أمر يستحق “التهنئة”.
كما اعتبر نجاد ان الجانب السياسي للملف النووي الإيراني قد انتهى، وأنه “ينبغي ألا يتحدث أحد معنا خارج اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.