أثار قرب الإفراج عن السجين الوحيد في قضية احتلال السفارة الإيرانية في لندن عام 1980، حالة من "الإرباك" عند الجهات البريطانية المختصة، خاصة مع المطالبة الإيرانية باسترداد فوزي بداوي نجاد، حيث يتوقع أن يُحاكم من جديد على العملية التي قضى 28 سنة في السجن عقاباً عليها.
وكان بداوي ضمن مجموعة قوامها 6 من عرب الأهواز، أقدموا على احتلال السفارة الإيرانية عام 1980، احتجاجا على أحداث مدينة خرمشهر- المحمرة، تنديداً بإعدام عدد من العرب هناك، مطالبين بالافراج عن المعتقلين. وقُتل أعضاء المجموعة جميعاً، عدا نجاد، إثر عملية لإطلاق سراح الرهائن وانهاء احتلال السفارة الذي دام 6 أيام، نفذتها القوات البريطانية الخاصة.
واتهمت الحكومة الايرانية وقتها النظام العراقي السابق بالوقوف وراء العملية التي نفذت قبيل الحرب العراقية الايرانية في مايو 1980، عبر دعم وتدريب المجموعة الأهوازية. وحكم القضاء البرطاني حينها على نجاد بالسجن المؤبد اقصاه 20 عاما وتم تمديد الحكم 5 أعوام إضافية وانتهت فترة الحكم الاضافي مؤخرا.
وفي حالة الافراج عنه، يفترض أن يغادر نجاد الأراضي البريطانية، إلا أن السلطات لم تجد بعد جهة يمكنها استقباله على اراضيها . كما انه من الصعوبة بمكان تسليمه الى ايران، نظرا لاحتمال محاكمته من جديد والحكم عليه بالاعدام. خاصة وأن إيران أكدت نيتها متابعة ما أسمته "حقوق متضرري حادث السفارة الإيرانية في لندن"، مطالبة الحكومة البريطانية بتسلميها أحد منفذي عملية احتلال السفارة، المسجون منذ 28 عاماً، وفق ما أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني في بيان الخميس 1-5-2008.
وافاد مراسل وكاله مهر للانباء المقربة من وزارة الأمن الايرانية، ان حسيني أشار إلى ذكرى الهجوم على السفاره الايرانية في لندن عام 1980، الذي أدى إلى مقتل ديبلوماسيين اثنين، وجرح القائم بالإعمال الايراني في السفارة، معتبراً أن الإفراج المتوقع عن أحد منفذي العملية، الذين وصفهم بـ "الإرهابيين" هو "عمل غير مقبول".
وأكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن عوائل ضحايا الحادث شكلوا لجنة للدفاع عن ذوي المتضررين، وقاموا بمساعي لمتابعه حقوقهم. وأضاف أن السلطة القضائية الإيرانية، بالتعاون مع وزارة الخارجية، أجرت سلسلة من المحادثات مع الجانب البريطاني، ونقلت للحكومة البريطانية مطالب ذوي الضحايا.
وأشار إلى أن ذوي الضحايا "اعربوا عن قلقهم ازاء الافراج عن الارهابي الذي نفذ العمليات، ويدعى فوزي بداوي نجاد، مطالبين الحكومه البريطانيه بتسليمه الي القضاء الإيراني".
وندد المتحدث بقرب إفراج السلطات البريطانيه عن منفذ العملية، قائلاً إن بلاده تعتبره "إرهابياً، وعدم تسليمه إلى إيران، يدل على إن بعض الأطراف في بريطانيا ضالعة في الحادث الإرهابي ضد السفارة الايرانية في بريطانيا". واضاف أن الخارجية الايرانية قدمت طلبا رسميا للحكومة البريطانية باسترجاع بداوي نجاد وتعمل على متابعة هذا الموضوع بشكل جاد.