أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين 2-6-2008 أن مفتشي الامم المتحدة سيزورون سوريا من 22 الى 24 يونيو للتحقيق في المزاعم بانها كانت تبني مفاعلا نوويا في الموقع الذي هاجمته اسرائيل في سبتمبر الماضي.
وقال البرادعي امام مجلس حكام الوكالة الذي يضم 35 دولة في فيينا "لقد تم الاتفاق على قيام فريق من الوكالة بزيارة سوريا خلال الفترة بين 22 و 24 حزيران/يونيو"، مشيراً إلى تطلعه "لتعاون سوريا الكامل في هذه القضية".
ودمر موقع المفاعل المزعوم خلال غارة جوية اسرائيلية في سبتمبر الماضي، وسلمت واشنطن معلومات المخابرات التي تلقتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أبريل نيسان بهدف التحقق منها. ونفت سوريا وجود أي مشروع سري لديها لانتاج أسلحة نووية.
وكانت الحكومة والاستخبارات الأمريكية أطلعتا الكونغرس على قيام كوريا الشمالية ببناء مفاعل نووي سري في سوريا، كان يمكن استخدامه، بحسب الأمريكيين، لتصنيع قنبلة ذرية، لو لم يتم تدميره. وبحسب مسؤول كبير، فإن شريط الفيديو الذي شاهده النواب الخميس، هو مداخلة، ويتضمن أيضا صورا ولكن ليس فيلما عن مفاعل قيد الإنشاء. وتظهر إحدى الصور التي قدمت للمشرعين والصحفيين ما وصفه مسؤولون بالاستخبارات الأمريكية أنه خبير نووي كوري شمالي يقف جنبا إلى جنب مع مسؤول نووي سوري بارز داخل سوريا. وقال مسؤولون كبار بالاستخبارات الأمريكية "إن المفاعل المشتبه به يشبه إلى حد بعيد منشأة يونغ يونغ النووية في كوريا الشمالية".
من جهتها، أصدرت السفارة السورية في واشنطن بيانا نفت فيه بشدة الاتهامات الأمريكية. وجاء في البيان "أن حكومة الجمهورية العربية السورية تعبر عن أسفها واستنكارها لحملة الافتراءات وتزوير الحقائق التى تشنها الإدارة الأمريكية الحالية ضد سوريا بزعم وجود أنشطة نووية فيها"، وأضاف "في الوقت الذي ترفض فيه سوريا الادعاءات الأمريكية جملة وتفصيلا، تؤكد أن هذه الحملة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية تهدف بشكل أساسي إلى تضليل الكونغرس الأمريكي والرأي العام العالمي بادعاءات لتبرير الغارة الإسرائيلية على سوريا في سبتمبر من العام الماضي".
وأوضح البيان "كانت هذه الإدارة على ما يبدو طرفا في تنفيذها كما أصبح واضحا أن هذا التحرك من قبل الإدارة الأمريكية يأتي في إطار المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الكوري الشمالي".