دانت الدنمارك الاثنين 2-6-2008 بشدة الهجوم الانتحاري الذي وقع أمام سفارتها في اسلام اباد وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل واعتبرت أنه استهدف نسف العلاقات بين البلدين.
وندد رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسين بشدة بالهجوم واعتبره "جريمة جبانة" وغير مبررة. وقال راسموسن للصحافيين من مقره الريفي في ماريينبورغ شمال كوبنهاغن "مهما كان الدافع وايا يكن المدبرون فإننا ازاء جريمة بشعة وجبانة ندينها بشدة ولا شيء يمكن أن يبررها".
من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء الدنماركي أن "الدنمارك لن تغير سياستها بسبب الإرهاب". وأضاف "لن نخضع للإرهابيين وسنستمر في السياسة الخارجية والأمنية التي نطبقها".
من جهته قال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر في مؤتمر صحافي "ادين بشدة ذلك الاعتداء". وقال إن هذا الاعتداء "غير مقبول تماما" مشددا على أن "الهدف من عمل هؤلاء المجرمين هو النيل من العلاقات بين باكستان وشعبها والدنمارك".
وقتل عامل تنظيف باكستاني في سفارة الدنمارك في اسلام اباد واصيب ثلاثة موظفين محليين احدهم بجروح خطيرة خلال الهجوم الذي لم يخلف ضحايا دنماركيين.
من جانبه اعلن نائب رئيس الوزراء الدنماركي بندت بندتسن للصحافيين "انه هجوم على الدنمارك والقيم التي تدافع عنها".
واضاف مولر ان "الهجوم استهدف ايضا باكستان وسلطاتها الامنية لان عناصر امن وقعوا ضحية هذا الاعتداء".
وكانت السلطات الدنماركية اصلا تخشى وقوع الاعتداء الذي لم تتبناه اي جهة بعد حتى ظهر الاثنين وذلك بسبب انتشار قواتها في افغانستان ومنذ نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول في سبتمبر/ايلول 2005 مما اثار في 2006 موجة استنكار عارمة في العالم الاسلامي ضد الدنمارك.
وتسببت اعادة نشر الصحف الدنماركية في فبراير/شباط احد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول في تأجيج غضب العديد من المسلمين مجددا.
وحذرت اجهزة الاستخبارات الدنماركية خلال الاشهر الاخيرة في عدة تقارير من تضاعف المخاطر الارهابية المحدقة بالمصالح الدنماركية في الدنمارك والخارج.
واعلن مولر "لا نعلم من ارتكب ذلك الاعتداء. ويمكن التكهن بعدة امور. وقد دعا تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن الى الهجوم على الدنمارك. كما يمكن ان تكون حركة طالبان التي تريد النيل منا لاننا ننشر قوات في افغانستان".
واضاف مولر "وعلى كل حال ثمة تقاطع واشخاص يريدون نسف العلاقات بين الغرب والعالم الاسلامي". وذكر أن السفارات الدنماركية "تلقت تهديدات خارج اسلام اباد ايضا" مشيرا الى "تهديدات في الجزائر".
وقال ان "مستوى امن" السفارات الدنماركية في الخارج "مرتفع كثيرا" و"قد عملنا كثيرا على رفعه ولا اعتقد انه حصلت هفوات امنية". وشدد على ان "السلطات الباكستانية بذلت الكثير من الجهود من اجل تحسين الامن لكن ذلك لم يمنع الارهابيين من اختراق الشبكة".
واضاف "لقد عززنا تدابيرنا الامنية في باكستان وغيرها من الاماكن" مشيرا الى ان "الوضع خطير لانه يوجد متعصبون وارهابيون هناك ونحن نبذل كل ما في وسعنا لحماية مصالحنا".
واستدعت كوبنهاغن سفيرها من باكستان وحدت من نشاطاتها خلال 2006 بعد تظاهرات عنيفة ضد المصالح الدنماركية اثر نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول في سبتمبر/ايلول 2005 في الصحف الدنماركية.
ومن حينها والبعثة الدنماركية التي يديرها قائم بالاعمال تلزم الحذر. وكانت كوبنهاغن قررت تعيين سفير في سبتمبر/ايلول لتعزيز علاقاتها مع باكستان وهي مصممة على ذلك كما قال مولر رغم الاعتداء. ودعت الدنمارك في المقابل رعاياها الاثنين الى عدم التوجه الى باكستان.