ذكرت مجلة "سيدتي" اللندنية أن أغنية "يمكن" التي غناها الفنان اللبناني عاصي الحلاني تستمد كلماتها من أحداث قصة واقعية حدثت مع شخص سعودي حاول العودة لزوجته الأولى بعد انفصاله عنها لزواجه من امرأة أخرى، وأبدى عاصي إعجابه الكبير بكلمات الأغنية لأنها تحمل الكثير من المعاني.
وقال السعودي فهد يوسف زاهد إنه كان حاول العودة إلى زوجته غادة بعدما تركته وسافرت إلى أمريكا وهي تعاني من مشاكل صحية إثر علمها بزواجه من امرأة أخرى، وعندما سألها ما إذا كان بالإمكان العودة لبعضهما، وأنه مستعدّ للانفصال عن زوجته الثانية، ردّت عليه بكلمة واحدة "يمكن".
وبعد مرور سنة توفّيت غادة بعيداً عن زوجها في مزرعتها في أمريكا، فصدم الزوج بوفاة زوجته المبكر والتي لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها. فعاش على ذكراها وعادت به الذاكرة إلى الكلمة "يمكن" التي قالتها له عندما حاول الرجوع إليها.
وبعد ذلك كتب قصيدة تحمل عنوان "يمكن" وأرسلها بالفاكس إلى الشاعر اللبناني نزار فرنسيس يطلب إليه تحويلها إلى أغنية، ثم اتّصل بالملحّن اللبناني جان ـ ماري رياشي ليلحّنها.
واختار الفنان عاصي الحلاني لغنائها من منطلق أن عاصي فنان يستطيع أن يعبّر بصوته عن الجرح، مقدّراً إنسانيته قبل فنّه.
وقال فهد "أنا أريد فناناً إنساناً بصوته وإحساسه. وشعرت أن أغنية (يمكن) ستكون تكملة لأغنية (الباب عم يبكي) التي سبق وغنّاها عاصي. فكلانا بكى على جرح إنساني".
من جانب آخر، قال عاصي إنه تعود على أن يحترم الناس قبل أن يحبهم، وأضاف قائلا: "بالتالي عودت الناس على احترامي قبل محبتي. فالحب سهل لكن الاحترام بحاجة إلى ثقة بين الجمهور والفنان. كنت أقول دائماً إن الفن رسالة وحاولت قدر الإمكان توجيه فني نحو عمل الخير والخدمات الإنسانية، لذلك اختارتني الأمم المتحدة صديقاً".
وقال حلاني إن الفنان الذي لا يتحمّل قضايا الناس جبان، "وأنا لم أكنّ جباناً أبداً. إن متعتي تكمن في شعوري بعروبتي، وأنا أفرح لفرح شعبي وأحزن لحزنهم. وعندما أقول شعبي، لا أقصد فقط الشعب اللبناني إنما الشعب العربي. أنا شخص قومي عربي وأحب وطني، وأنتمي إلى الأرض".