ما أجمل أن تنسى الحياة العصرية لساعة من الوقت كل يوم ، تنسى دراستك وعملك والتزاماتك، لتعيش حياتك كالأطفال، تلك نصيحة علماء النفس، أيضاً الجلوس مع الأطفال لفترة من الوقت كل يوم يجعلك تشعر بأنك أفضل ومشاركتهم لعبهم ومرحهم.
ما أجمل أن تجلس في الهواء الطلق وتسمح لنفسك بنزهة قصيرة لمدة ساعة من الزمن في أحضان الطبيعة، تلمس وتحس كل شيء بيديك الأزهار التي تكون في ملمسها كخد طفل صغير وأوراق الأشجار، تسمح للهواء بمداعبة شعرك و وجنتيك، تتأمل الطبيعة كما هي لا تلوث ولا ضجيج منتهى الهدوء والسلام. ترى دقائق أجزاء الوردة أمامك تويجاتها، أوراقها و النحلة فوقها تطير من زهرة إلى زهرة تجمع الرحيق وتنقل حبيبات اللقاح، تأمل خلق الله عز و جل، سبحان الخالق العظيم.
كم هو رائع أن تسمح لشعاع الشمس الذهبي أن يلوّن وجهك وشعرك وعينيك، فيضيف جمالاً أخاذاً على جمالك الذي أبدعه الله تعالى، فلا تملك حين ترى إبداع الخالق على خلقتك إلا أن تقول :" الحمد لله الذي عافانا ما ابتلى به غيرنا، اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي" ، " اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا أبداً ما أبقيتنا واجعله الوارث منا".
إذا جلست في مكان عال نوعاً ما، بحيث ترى السماء فوقك مباشرة في منطقة خالية من المباني العالية، ستلاحظ أن الأرض كروية وكذلك ستلاحظ أن السماء تبدو بالعين المجردة دائرية مستديرة ……. سبحان الله.
عندما تجلس في أحضان الطبيعة ستسمع الطيور والعصافير تغرد وبإختلاف ألوانها وأحجامها وأشكالها وأصواتها فهي تسبح خالقاً واحداً هو الله تعالى، وتستغفر لطالب العلم فهنيئاً له بدعاء الملائكة والطيور والدواب واستغفارهم له.
من رحمة الله تعالى بعبادة أن ييسر لهم من يساعدهم في بعض أمورهم، كم هو رائع أن تتذكر الأشخاص الذين ساعدوك، الذين أحبوك وساندوك سواءاً من عبر منهم لك عن اهتمامه وحبه بالسلام عليك، أو السؤال عنك، أو رسم ابتسامة على وجهه لإسعادك وادخال الأنس على قلبك على الرغم ما يعانيه ويقاسيه فقط ليشعرك بالسعادة والفرح، او من صافحك أو احتضنك أو قبلك، أو من عبر عن فيض مشاعره لك بلمسة حانية على وجهك او شعرك.
ما أروع مصافحة صديقك أو زميلك كل صباح فتنتقل حرارة قلبك الى راحتك وكذلك هو أو هي فتتعانق القلوب بعناق الأيادي والتصافح، كأنك تحتوي قلب صديقك او زميلك وتعانقه و تبادله حباً بحب وحناناً بحنان واهتماماً بإهتمام.
من الرائع و الجميل أن تراقب النجوم كل مساء وتمتع ناظريك بذلك المشهد، كحبات من الماس منثورة على بساط مخملي أسود، تأمل السماء وانظر اليها ملياً في المساء جميل أن تراها في المساء مرصعة بالنجوم وعليها مسحة من السحاب الوردي الخفيف منظر في غاية الروعة والجمال ... سبحان الله تذكر أنك تنظر الى السماء الدنيا فما بالك ببقية السماوات؟؟!
حلو منك ان تمارس رياضة المشي مساءاً أو أي رياضة خفيفة أخرى وتمتع انفك برائحة شجر الليمون وورد الياسمين لتنعش ذاكرتك وتشعرك بالهدوء والإسترخاء وترجع بك لذكرياتك الجميلة ، من المبهج ان تشعر بخفقات قلبك لتقول لنفسك أنا حي ولتعلم انه لا تزال امامك الفرص لعمل الكثير، ولمراجعة نفسك وتخطيط طموحاتك لتصل لدرجات المجد بإذن الله ولتجعلها فرصة للذكر والعبادة والدراسة، كم أخفى الليل بستاره من الأسرار ؟ انه غامض ورائع في ذات الوقت.
والأروع من كل ما سبق أن تمتع سمعك بكلام الله تعالى –القرآن الكريم- وتقرأه وتحفظه اذ لا شيء أروع من ذلك، ورائع أن تصغي السمع للأذان فتشعر به يشق سكون الليل، ينبعث نداء الله تعالى لعباده فيدخل القلوب المظلمة فيضيئها و ينورها ويترفع بالإنسان عن عالم الماديات المسيطر على حياته ليسمو بالروح الى مراتب عليا، فلا تملك حين تسمع هذا النداء الا أن تقوم من فورك لتلبية نداء ربك ، ذلك النداء الذي خص الله تعالى به المؤمنين، والمسلمون هم الوحيدون الذين اختصهم الله تعالى بنداء العبادة فلا أروع من أن تقف لله تعالى في خشوع وتضرع أن تسأله تعالى وحده ولا أحد سواه.
وأخيراً أقول لكم إن كل ما سبق يدخل في عبادة التأمل في خلق الله، فلا تنسوا أن هذه عبادة أيضاً ولكم الأجر والثواب ان شاء الله فاستمتعوا بهذه العبادة .
(( ان في خلق السماوات والأرض واختلاف والليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ))
سورة آل عمران
مــــنـــقـــولــــ