في نفس اليوم الذي شهد براءة جميع المتهمين في قضية استيراد أكياس الدم الفاسد إلى مصر، ومن بينهم القيادي بالحزب الحاكم هاني سرور، أصدرت محكمة عسكرية مصرية الثلاثاء 15-4-2008، أحكاماً بالسجن على 25 قيادياً في جماعة الإخوان المسلمين، لفترات تراوحت بين 3 و10 سنوات، بينما تم إخلاء سبيل 15 متهماً آخر.
وقال مصدر قضائي إن المحكمة حكمت على النائب الثاني للمرشد العام للاخوان المسلمين والمسؤول المالي في الجماعة خيرت الشاطر والقيادي الآخر فيها حسن مالك بالسجن لـ 7 أعوام. وأنزلت عقوبة السجن لـ 10 أعوام بحق 7 متهمين حاكمتهم غيابيا لوجودهم خارج البلاد, في حين قضت بسجن 16 متهما آخر لفترات تتراوح بين 18 شهرا و5 اعوام. واخلت المحكمة سبيل المتهمين الخمسة عشر الباقين.
وكانت محاكمة الاعضاء الاربعين في الإخوان بدأت في جلسات مغلقة في 26 ابريل 2007، ووجهت اليهم تهمة "تبييض اموال وتمويل منظمة محظورة", بقرار إحالة من الرئيس حسني مبارك، الذي أمر هو الذي قرر احالة هؤلاء امام القضاء العسكري الذي لا تخضع احكامه للاستئناف.
وشملت أحكام السجن الغيابية لمدة 10 سنوات كلاً من: يوسف ندا (رجل أعمال)، علي همت غالب (مهندس)، إبراهيم فاروق الزيات (رجل أعمال)، فتحي أحمد الخولي (داعية)، وتوفيق الواعي (داعية). أما السجن 3 سنوات فشمل محمد علي بشر (عضو مكتب الإرشاد)، عصام حشيش (أستاذ بهندسة القاهرة)، مدحت الحداد (رجل أعمال)، أيمن عبد الغني (مهندس)، عصام عبد المحسن (أستاذ بطب الأزهر)، ود. محمود أبو زيد (أستاذ بطب القاهرة). أما الذين أخلي سبيلهم بالبراءة، فمنهم خالد عودة (أستاذ بجامعة أسيوط)، أحمد عز الدين (صحفي)، وعبد الرحمن سعودي (رجل أعمال).
علماً أن الأحكام التي تصدرها المحكمة العسكرية قابلة للإستئناف.
وفي أول تعليق على الأحكام، اعتبرها نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد حبيب "ظالمة وبالغة الغرابة". وأشار إلى أنها "أحكام سياسية بالدرجة الأولى (..) هذه القضية تعبر عن مدى القسوة والعنف التي يتعامل بها النظام مع جماعة الاخوان المسلمين".
واعتقل الاعضاء في جماعة الاخوان المسلمين في ديسمبر 2006 اثر عرض لفنون القتال شبه العسكري قام به طلبة اسلاميون في جامعة الازهر الاسلامية في القاهرة.
واعتقلت السلطات المصرية 34 شخصا امام مقر المحكمة العسكرية شمال شرق القاهرة حيث جرت المحاكمة. ودارت مواجهات عنيفة بين القوى الامنية التي انتشرت بأعداد كبيرة حول مقر المحكمة في منطقة الهايكستب العسكرية واقارب متهمين حاولوا الدخول الى المبنى. وتم اعتقال 3 صحافيين بينهم مصور لوكالة الانباء الاسبانية, اعتقلوا ثم أفرج عنهم.