أكد مسؤولون الأحد 13-4-2008 أن الانفجار الذي وقع في حسينية في مدينة شيراز جنوب إيران وأسفر عن سقوط عشرة قتلى و160 جريحا قد يكون نجم عن حادث عرضي بسبب معدات من مخلفات الحرب وليس اعتداء.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية فارس عن مسؤولين محليين أن الانفجار وقع في القسم المخصص للرجال في الحسينية حوالى الساعة 21,00 بالتوقيت المحلي (16,30 تغ), بينما كان رجل الدين حجة الاسلام انجوين جاد يلقي خطبة.
وتحدثت معلومات أولى عن انفجار قنبلة لكن مسؤولين كبارا في المنطقة أكدوا أن الانفجار لم ينجم عن اعتداء بل عن حادث عرضي على ما يبدو.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية فارس عن قائد قوات الشرطة العميد علي معيري أن "التحقيقات الأولية التي أجراها الخبراء أكدت عدم وقوع انفجار قنبلة في مركز وصال الثقافي الديني" في المدينة.
وأضاف أن الانفجار "وقع ربما بسبب وجود معدات عرضت في مراسم فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988) التي اقيمت في هذا المركز قبل فترة".
من جهتها, ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن عشرة أشخاص قتلوا و160 آخرون جرحوا في الانفجار.
وبسبب ضخامة الانفجار, وجهت مستشفيات المدينة نداء للسكان للتبرع بالدم وطلبت من جميع الممرضات في المدينة الالتحاق بمراكز عملهن.
وأشار التلفزيون الرسمي إلى سقوط "العديد من القتلى والجرحى" ولكن من دون أن يحدد عددهم.
وأشارت وكالة فارس إلى أن الانفجار وقع في حي سكني في وسط شيراز التي تعتبر إحدى المدن الإيرانية الأكثر شهرة والتي يقصدها السياح بسبب قربها من آثار الإمبراطورية الفارسية (550-331 قبل المسيح).
ومن ناحيته, قال مساعد حاكم محافظة فارس محمد رضى لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن "تحقيقا فتح لتحديد أسباب الاعتداء".
وأضاف أن الاعتداء استهدف "مركز رحبويان الثقافي والديني" الذي يقع في المسجد. ولم تتبن اية جهة بعد المسؤولية عن الاعتداء.
وأصبح هذا النوع من الاعتداءات نادرا في إيران منذ عقدين تقريبا حتى وإن كانت البلاد قد شهدت في السنوات الأولى التي اعقبت الثورة الإسلامية في 1979 سلسلة اعتداءات بالقنابل قامت بها مجموعات معارضة محظورة.
ويعود آخر اعتداء مهم في إيران الى فبراير/شباط 2007 حيث قتل 13 عنصرا من حرس الثورة الإيرانية في اعتداء وقع في زهدان (جنوب شرق) ونسب إلى متمردين من الطائفة السنية.
ومن الملفت أن انفجار السبت وقع في مدينة شيراز التي لا توجد فيها اية اقلية عرقية أو دينية مهمة خلافا للمحافظات الحدودية التي تشهد أعمال عنف.
وهي المرة الأولى التي يقع فيها اعتداء في مدينة كبيرة تقع في محافظة إيرانية غير حدودية.
وقد شهدت محافظات خوزستان (جنوب غرب) حيث تعيش اقلية كبير من العرب والسنة, وكردستان (غرب) حيث تعيش اغلبية كردية, وسيستان-بالوشستان (جنوب شرق) حيث تعيش اقلية سنية كبيرة, اعتداءات ومواجهات مسلحة خلال العامين الماضيين.
وقد استهدف اعتداء في سبتمبر/أيلول الماضي الشيخ سمير دور-قاوندي, امام مسجد الاهواز, كبرى مدن محافظة خوزستان. ولكنه اصيب بجروح فقط.
وكانت مدينة الاهواز مسرحا لسلسلة اعتداءات دموية في عامي 2005 و2006 نسبت الى مجموعة عربية انفصالية واوقعت عشرات القتلى والجرحى.