لم تكن السيدة عائشة اشعري تتوقع ان المكالمة التي اجراها معها زوجها والتي اصر خلالها على القدوم لقاعة الافراح لاصطحابها معه الى المنزل ستكون آخر مرة تسمع فيها صوته حيث جرفته السيول التي شهدتها مكة المكرمة امس الأول. وتستعيد الارملة بكلمات دامعة الايام الجميلة التي امضياها سوياً في منزلهما بحي التيسير بمكة المكرمة. تضيف عائشة : لم اكن اتوقع انني سافقده في تلك اللحظات حيث كانت الساعة الثالثة فجراً واذكر انني طلبت منه عدم الحضور لايصالي الى المنزل حيث كنت اشارك في فرح لاحد اقاربي لكنه بدا مصراً على الحضور بعدما ساوره القلق على حياتي جراء هطول الأمطار وجريان السيول غير ان القلق تملكني بعد ان تأخر في الوصول الى الفندق الذي اقيم الفرح في احدى قاعاته وبدأت مخاوفي تتصاعد مع مرور الوقت تبلغ ذروتها عندما رفع آذان الفجر وكنت حينها ادلف الى المنزل بعد ان اوصلني احد اقاربي حينها علمت ان السيول جرفت زوجي وسيارته تمالكت نفسي.. تضيف الارملة رغم حصول الصدمة ولكن لم استطع مقاومة الحزن العميق الذي تلبسني عندما شاهدت سيارته تتقاذفها السيول داخل حي التيسير ادركت حينها ان زوجي فارق الحياة وأسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهمني الصبر والسلوان. ويلتقط الحديث عبدالله اشعري شقيق زوجة (أرملة) الفقيد محسن مسكين المورعي 70 عاماً الذي جرفته السيول لقد فقدنا اخاً عزيزاً كان يعمل بجهد لكسب قوته من سيارة اجرة وعندما داهمته السيول حاول رجال الدفاع المدني انقاذه وتم نقله الى مستشفى الملك فيصل بالششة لكن تبين انه فارق الحياة قبل ساعة من وصوله الى المستشفى.
وذكر شهود عيان ان قوة السيل كانت تخترق السيارة بقوة عنيفة رغم محاولات الفقيد (مسكين) تدارك الموقف حيث توقف محرك السيارة بعد ان طمرتها المياه ويتابع اشعري تعاني شقيقتي عائشة ظروفاً نفسية قاسية ليس نتيجة لوفاة زوجها فقط وانما نتيجة لمشهد السيارة وهي تترنح وسط السيول ولهذا كانت الصدمة اكبر من احتمالها خصوصاً انه كان يصر على الحضور الى الفندق لاخذها خوفا عليها من مخاطر الامطار والسيول