عصابات خطف الأطفال
منظمــات غربيــة تتســـتر
وراء شعارات إنسانية لتهريب أطــــفال دارفـور وتشــاد
أكاذيب وأباطيل وأعاجيب في اوان اقنعة العولمة وحقوق الانسان والمجتمع المدني والاجتياحات من اجل اعادة توزيع الثروات علي الشعوب بعد تخليصها من الديكتاتورية..!!ان ما يحدث في عصر الفضائيات لو حدث في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد لكان اعجوبة الاعاجيب وموضع السخرية والاستنكار والغرابة.. ومع ذلك ففي الغرب الذي يزعم الديمقراطية وزعامته لقوانين حقوق الانسان وما يسطره من مبادئ العدالة.. ولكن حين يطبقون ذلك علي الاخرين ينسون عدالتهم ويفرضون الظلم..
فمنذ عشرات السنين استيقظ ضمير العالم علي آلام الرق والرقيق فبذلوا الجهود لإلغائه وعقدوا المعاهدات والمواثيق للقضاء عليه.. وحاصروا الرق والرقيق برا وبحرا وجوا حتي تراءي للناس انهم يعشقون الحرية لبني البشر وانهم يمقتون استعباد الانسان ومع ذلك فإنهم في العصر الحديث يسترقون الامم والشعوب اكثر مما سعوا الي تحريرهم فأرقت مضاجعهم ما سطروه لحرية الانسان فابتكروا وسائل الاستعباد والاجتياح فكانت القيود والاغلال تحت مسميات تجتذب الناس فإذهم صرعي او اساري القيود كأسراب الفراش تتسابق نحو المصباح وهي لا تدري انها ستحترق..!!
لا تتعجب ايها القارئ الكريم من صرخات الاسي والالم التي تنبعث من هذه الكلمات.. فقد آلمني واقضي مضاجع الشرفاء في الدنيا هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الانباء ان منظمة خيرية فرنسية تدعي سوزارك دبرت اختطاف اكثر من مائة طفل ينتمون الي اقليم دارفور السوداني وغيره معظمهم لا يتجاوز الاعوام الاربعة من العمر حيث اعتقلت السلطات التشادية تسعة فرنسيين ومعهم طاقم الطائرة وهم سبعة اسبان كانوا في طريقهم للاقلاع بهؤلاء الاطفال..!
والاعجب ان السلطات التشادية قد اعلنت ان الطائرة كانت تقف في مطار اباتشي ومحركاتها تدور استعدادا للاقلاع او الاختطاف لافرق بمجرد تأمين هذه الصفقة البشرية علي متنها..!!
وفي التحقيقات المبدئية اعترف المجرمون انهم تحصلوا علي مبالغ طائلة دفعتها لهم عائلات فرنسية ترغب في تبني الاطفال..!
تلك كانت واحدة ـ فيما اعتقد ـ من مئات بل مئات الالاف من جرائم الانسانية تحدث بايدي ادعياء الديمقراطية وحقوق الانسان وغير ذلك من المزاعم والاباطيل..!!
والعجيب اوليس بعجيب في عالم الاعاجيب ان الهيئات الاممية التي تزعم حمايتها للانسان لم تنزعج..ومع ذلك لا يستحي هؤلاء من الاعلان دائما الي الدعوة لتحقيق العدالة وانقاذ الانسانية والحرص علي حرية الشعوب وغير ذلك من الاقنعة والاباطيل.. والواقع يخيرنا ان عصر الديمقراطيات يحصد الشعوب المستضعفة.. فكم هي الانفس التي تذهب سدي في مناطق متفرقة من خريطة الكون وان كان معظم هذه الابادة اما في دول اسلامية واما عربية واما افريقية نذكر منها: فلسطين وافغانستان والعراق ودارفور.
... و... ومع ذلك يسود الصمت عن هذه المخازي ولا نسمع صوتا واحدا ينادي لانقاذ المستضعفين.. فأين هيئة الامم المتحدة؟.. ام ان المستضعفين ليسوا من الامم او خارج دائرة الانسانية؟!
لقد فقدت الشعوب المقهورة حريتها و وانسانيتها او ان اصحاب الديمقراطيات والاصلاحات اغتالوا الحرية والانسانية لافرق.. ان فضاء الكون قداعلن استياءه من شعارات الحرية والاصلاح والخرائط و.. و.. فمتي يفيق هؤلاء وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا..متي يصبح الانسان نصيرا لاخيه الانسان حتي تصدق عليه خلافته لخالقه في الارض..؟!
ان اصحاب حقوق الانسان والديمقراطيات لو صدقت نواياهم منذ اعلانهم الاشهر عن هذه الحقوق منذ عشرات السنين لاصبح العالم او كان وطنا واحدا والناس عائلة واحدة تنعم بالحب والتسامح.. والا فنحن في عالم الاكاذيب التي ترتد بالدنيا اليوم الي ما قبل التاريخ لتعود الدنيا الي سيرتها الاولي حيث شريعة الغاب.. شريعة ما قبل التاريخ..!
ثم عليك ان تتخيل معي ايها القارئ لو ان من قام بجريمة اختطاف الاطفال المائة كان مسلما او عربيا او افريقيا لقامت الدنيا ولم يقر لها قرار ولنددت وكالات الانباء بانها عملية ارهابية وانهم يخربون الكون باسره وانهم.. وانهم.. فمتي تسود الموازين القسط في التعامل مع بني البشر؟!
اما ما يحدث في عصر الفضائيات يذكرنا بشيخ القبيلة الذي سئل عن معني العدل فقال:
اذا اغرت علي قبيلة اخري واستلبت ابلها فهذا عدل اما ان اغارت علي واستلبت ابلي فهذا ظلم..!!