من مظاهر الحياة الإنسانية العصرية استخدام الإنسان للعديد من الكماليات الحياتية ومن بين أهم هذه الكماليات على مستوى الجمال والأناقة استخدام العطور ذات الرائحة الجميلة هذه العطور التي تضفي على الإنسان أكثر من مجرد رائحة عطرية جميلة وأخاذة بل إنها تضفي على شخصيته بعدا رائعا كما تقول بعض الدراسات النفسية .
• عرف الإنسان العطر منذ زمن بعيد ، ففي العصور القديمة كان الحصول على رائحة ذكية يتم عن طريق إحراق بعض أنواع الخشب ذات الرائحة الطيبة وبعض أوراق الأشجار ، وقد استخدم الفراعنة العطر منذ خمسة آلاف سنة إلا أن العرب هم أول من استخدم تويجات الأزهار لاستخراج ماء الزهر منذ 1300 عام ، لم يستعمل العرب التويجات كعطر التويجات كعطر فقط بل استعملوها كدواء أيضا ، ولعل أقدم أنواع العطور في العالم يدعى " عطر الورد " وقد كان رائجا جدا لدى القبائل العربية .
• تعتبر الأزهار مثل الياسمين والبنفسج وزهر الليمون والورد وغيرها من المصادر المهمة لاستخراج العطر ، ولكن جوهر العطر يستخرج من مصادر أخرى غير الأزهار كالخشب ولاسيما خشب الرز ، وخشب الصندل ، كما يتم استخراج جوهر العطر من الأوراق مثل النعناع ، والغرنوق ، والخزامى ، ومن جذور معينة مثل الزنجبيل ، والسوسن
• إن أقدم طريقة لصناعة العطور تكمن في تقطير تويجات الأزهار في الماء ، ويكون ذلك عبر وضع رقائق من الزجاج في إطارات خشبية حيث تغلف بدهن نقي وتغطى بتويجات الأزهار ويتم تكديس الواحدة فوق الأخرى ، ويجري تبديل التويجات بين الحين والآخر إلى أن يمتص الدهن النقي الكمية المطلوبة من العطر .
• بالنسبة للأسلوب الحديث لصناعة العطور فيتم من خلال استخدام مذيب نقي يتم استخراجه من النفط ، يدور هذا المذيب على التويجات النضرة إلى أن يصبح مركزا بالعطر ، ويتم فصل المذيب بواسطة التقطير ، وينقى العطر بالكحول ، واليوم يتنافس علم الكيمياء مع علم الطبيعة لإنتاج أنواع مختلفة من العطور ، يقوم الكيماوي بتصنيع روائح عطرية من القطران والتربنتينة ومن مئات العناصر الأخرى ، بحيث تبدو وكأنها روائح طبيعية ، والواقع أنه بإمكان الكيميائي الحاذق أن يصنع عطورا مميزة لا يمكن الحصول عليها من الأزهار الطبيعية نفسها .